حياتنا مليئة بمواقف و تجارب تحدث معنا كل يوم . . .

تعطل سيارة قبل الدوام، عدم رن المنبه في الصباح، ضغط عمل و ساعات طويلة خلال الأسبوع.


و مع تشابه هذه الأحداث و المواقف إلا أن ردة الفعل تختلف من شخص لآخر. على سبيل المثال، يتعرض شخصان لحادث سيارة. الأول يجد أن الحادث كارثة كبيرة و يدخل في نمط تفكير سلبي عميق. و الآخر يجدها درس و لابد أن يستفيد منه (الانتباه أكثر خلال القيادة و عدم الاستهتار في هذا النشاط ليصبح عادة مبرمجة نفكر أننا نستطيع معه الأكل أو استخدام الجوال). فالنقطة هي أن الأهم مما يحدث معك هو كيف تفسر السبب وراء هذا الموقف أو الحدث أو التجربة؟ فكل شيء يحدث لسبب و هذه الأسباب تختلف من شخص لآخر على حسب وعينا، تفكيرنا ونظرتنا للأمور.


و بعد التفكير العميق في جملة استنتجت أن الجوهر هنا هو تعلم فن التقبل.


بغض النظر عما يحدث معنا من مواقف سيئة كانت أو جيدة علينا أن نتقبلها (على قولت خالتي الحياة فيها العسل و فيها البصل). فالتقبل سيد العلاجات الفكرية والحياتية لأنه عندما ترفض ما يحدث معك، ينبع مشاعر الغضب و العنف مع نفسك و الآخرين. و هنا تزداد المخاوف و القلق و الهلع.


يقول الله تعالى ”عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.“

مهما كان الموقف أو الحادث حلو أو مُر، تقبله و اعترف فيه ثم انظر لما تستطيع فعله لتحسين وضعك؟ وهنا يمكن أن تسأل نفسك:

  • ماذا يوجد وراء هذا الحدث؟
  • ما هي الرسالة التي يجب أن أسمعها من هذا الحدث؟
  • كيف أستطيع أن أستفيد من هذا الحدث و أحوله إلى قوة تدفعني للأمام، لا إلى الخلف؟


"أؤمن بأنّ كل شيء يحدث لسبب ما. يتغيّر الناس لكي تتعلم أن تتخلّى، تسير الأمور بشكل خاطئ لكي تتعلم كيفية تقديرها عندما تكون صائبة، تصدّق الكذبات لكي تتعلّم أخيرا ألّا تثق بأحد غير نفسك، و أحيانا تنهار أشياء جيّدة لكي تسقط أشياء أفضل سويّا." مارلين مونرو

عندما تسمح لنفسك بأن تؤمن بأنه لجميع أحداث حياتك سبب، يسمح لك بالتراجع خطوة إلى الوراء لتنظر إلى حياتك عن كثب، و لتختار الأشياء التي لها معنى، و التي تجعلك تتّخذ قرارات أفضل في المستقبل، و تمنحك دافعاً جديداً لتمضي قدماً بأمل و نظرة إيجابية للحياة.






ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دارين القطب

تدوينات ذات صلة