حياتنا مليئة بالذكريات الجميلة التي تستدعي الابتسام كلما طفت على سطح احداث يومنا

في كثير من الأحيان يأخذني الحنين الى الماضي..بكل تفاصيله الصغيرة..حلوة كانت أو مرة فإن تذكرها يجعلني أبتسم..ذكرى ترجع لأيام المدرسة الإبتدائية ..موقف حفر في ذاكرتي مع أحد أساتذتي أو زملائي في الصف..اسم أول صديق لي..اسم أول أستاذ.اسم أول فصل إنتميت إليه.. أول تكريم..وأول نجاح..حتى أول شجار حدث مع أصدقائي أبتسم عند تذكره..


لدي الكثير من الذكريات التي أحب استرجاعها..ولدي كذلك مقتنيات عده كل منها يحمل في طياته ذكرى..كمرسال كتبه لي أحد أصدقائي قبل أن تفرق الدنيا أماكن تواجدنا..سوار معي نصفه والأخر مع صديقي في بقعه أخرى من بقاع الأرض..كلمة ما لا يفهم مغزاها سوانا..ذكرى جلسات سمرنا ..ومواضيعنا التافهه التي لا تخلو من المزاح وأصوات الضحكات العالية التي تسبب إنقطاع أنفاسنا أحيانا..حديثنا دائما حلو المذاق وإن لم يكن ذو أهمية تستدعي بذل كل ذلك الوقت فيه.


أتعرف شعور الحنين الذي ينتابنا عندما نسلك طريقا ما كنا نسلكه في الماضي بشكل يومي.. كطريق مدرستك القديمة التي أبعدتك عنها الجامعة أو طريق منزل قضيت فيه طفولتك ..تشعر حينها أن الأعوام لم تمر..وأن قلبك مازال صبيا نقيا أغلى ما يملكه هي العابه المحببة إليه.


أشتاق لتلك الأيام..ماكنت أحمل فيها هموما فوق كاهلي..كنت أخطئ بسلامة نية "وفي عيناي براءة الأطفال".. وكانت أخطائي تغتفر لصغر سني ولعدم خبرتي..لكن لم الآن أحاسب على كل خطأ وإن ضؤل حجمه حتى! الكثير من المسؤليات والكثير من الواجبات التي علي الوفاء بها وثقة حملني إياها أقرب الناس إلى قلبي ..أعرف أنني ملزم بالقيام بأفضل ما عندي للحفاظ على تلك الثقة لكنني فقدت نفسي وأنا أهرول في مضمار البحث عن النجاح..ليتني أقدر أن أتوقف للحظات لألتقط أنفاسي..لاستجمع طاقتي.. لألقي نظرة على ما قطعته.. لأشعر بالفخر لما وصلت إليه..النقطة التي أقف بها الآن كنت أحلم بالوصول إليها سابقا.. كنت أراها بعيده كل البعد لكنها صارت الواقع الذي أحياه..أعلم أن هناك من يحلم بها ومازال يحارب في معركته ليصل إليها .. معركة صغيره بالنسبة لي كبيرة الحجم في رؤية ناظريه.


عندما نظرت إلى ما تبقى من مضماري وجدته مازال طويلا فبرغم كل ما قد عبرته مازال أمامي الكثير لم أره.. يوجد الكثير من المحطات التي سأقف عندها.. منها ما سيزيد حماسي ومنها ما سيكسر آمالي.. لكن في الحالتين علي أن أكمل المسير.. لا يجب أن أتوقف مادمت حيا..


كل صورة وكل ذكرى هي لحظة توقف عندها الزمن وحبست بداخلها مشاعر عدة تتذكرها وتسترجع معناها عندما تراها أو تصادف مثيل لها.. وكل شخص لاقيته في طريقك وثم تفرقت طرقكما تتذكره فتبتسم لم يكن وجوده مجرد صدفة بل كان وسيلة مساعدة لإخراجك من يأسك أو لمنحك الطاقة لإكمال المضمار والبدء من حيث توقفت.


وأنا من أعماق قلبي أشكر كل من منحني القدرة على التنفس من جديد..مازال إلى جواري أو لا فذلك لا يعني أنني قد أغفلت حقه.. كل الإمتنان لك ولكل ذكرى تركتها في قلبي وعقلي تجعلني أبتسم عند تذكرها. جميعنا فترات في حياة بعضنا البعض فإحرص على جعل تلك الفتره جميلة الأثر وذات ذكرى تحب أن تبعثر الأيام أوراقك لتخرجها أمامك..


تنفس بعمق وأغمض عينيك واستمتع بذكريات ترسم بسمة لطيفة فوق شفتيك.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة