استخدم الكلمات لحفظ شعور اللحظة، وتذكرها فيما بعد، سواءً كانت رائعة أو سيئة، أحبّ فعل ذلك، من أجل التذكّر وصون الذكرى، كما هو الحال مع التصوير، التقط الصّورة وأحفظ معها شعورها، لا تهمُّني جودة الصورة ولا كيف كانت.

لذا عندما أرى صورة وأعودُ لقراءة ما خطّته يداي قبل وقت من الآن، أَمرُّ على المكان وأحس بالزمان ويساورني الشعور وتغتالني الوحشة في حال كتبتُ عن حدث كنتُ فيه وحيد، وأشعر بالخفّة إذا كان عن لحظة حميمية مثل: رَشفة قهوة مع صديق رائع، أو تأمُّل صورة عزيز، والربكة في مصادفة لحظة كنت غارقًا في التيه ومتأملًا ضياعي. أتذكّر مرّةٍ كنت أتأمّل موقف قديم وأقرأ كلّ مكتوبَ وتفوح رائحة من حول الورقة تشبه رائحة الجثة الهامدة.. حتى انتبهت بأن ثمّة ألم مكتوب.

لم تكن صور وكلمات بقدر ماكانت كومة مشاعر واحاسيس عن أيامًا مختلفة ولحظات لذيذة وخاملة في ذات الوقت.

في مراتٍ قليلة من شِدَّة الشعور وقوَّة الحِسّ، أتوقّف عن كلّ شيء، أصيرَ أتأمّل الموقف دون أن أقوم بالتقاطه ولا التعبير عنه، حتى اكتشفت أني استنزفت كلّ شعوري في كومة صور.


الأحد.

29/1/2023



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مُعاذ خالد.

تدوينات ذات صلة