أي جملة تقرأ حروفها تهبها بذلك الحياة.. فامنح الحياة لهذا المكتوب فقد اختارك لقراءته.
في كل مرة تغزو فيها أنغام مقاطع موزارت مسامعي وتذوب نفسي داخل تفاصيل روايات كارلوس زافون وشوارع برشلونة القديمة وحكايات دانيال سيمبرى وفيرمين روميرو دي تورييس وسجين سماء برشلونة داڤيد مارتين، تغمرني حينها رغبة في الكتابة بقلم الحبر الأسود اللامع الأقرب لقلبي وملمس الأوراق البيضاء ورائحتها العطرة التي ترقى ليصنع منها عطر زكي يربط الذكريات بأحلام المستقبل..
لطالما أدخلت تلك التفاصيل السرور على قلبي وأحب دائما أن أشاركها معك حتى إن لم أكن أعرفك بالتحديد ولا أعرف إن كنت تعرفني على أرض الواقع أم لا.. تفاصيل كثيرة تشاركناها في أحدى طيات الزمن الخفية، لحظات مسروقة من مضمار الدقائق الغادر.. نتحرر فيها من أسر حدود الواقع فنسير بين ضواحي برشلونة ونعود لعالم من صنع العرق المصري القديم الذي ماانفك حيا بعد آلاف السنين ولا نختتم رحلتنا إلا في الواقع الذي نحياه ومقالات من ضرب الحياة التي نعيشها بعيدا عن الأقلام والأوراق فنوقن أنهم المكان المناسب للهرب والفرار بهم من عالم مليئ بالمساوىء والأحزان التي لا مهرب من مواجهتها بنصل القلم ودرع من الأوراق.
كل مكتوب أخطه يحمل جزء مني سواء عرفته أم لم أعرف بوجوده في.. كل مخطوط يمثلني بكل تفاصيله سواء مازال لدي نسخة عنه بين يدي أم لم يكن.. كل جزء من مقال أو مكتوب له قيمته وحبه في قلبي وأشعر بانتمائه إلي.. كما كان يرى داڤيد مارتين نفسه في لعبة الملاك قبل أن يفقد صوابه كليا عندما صار سجين السماء..
صرت موقنا إلى حد كبير أن الكتب التي نقرأها هي التي أختارتنا نحن وليس العكس كما كنا نظن.. هذه أيضا من أفكار دانيال سيمبرى وليست من بنات أفكاري لكنها تشبثت بثنايا عقلي وكأنها فكرتي التي ضاعت مني أثناء رحلتي في العدم قبل الوجود وتمكنت أخيرا من العثور عليها عندما أختارني "ظل الريح" لأقرأه.
عندما أرى دفتر جديد تخلو أوراقه من أي مخطوط أو عندما أرى قلم جديد بهاؤه يعمي الأنظار تملأني سعادة كبيرة ورغبة في كتابة لدهر غير منتهٍ وبلا توقف.. لا يهم أن تكون أفكاري منظمة قدر ما يهمني أن تكون كلماتي صادقة ونابعة من أعمق بقاع صمامات قلبي.
لا أؤمن بوجود الصدفة.. كل ما يحدث لنا سواء كبر حجمه أو صغر له مغزى وسيغير مسارٍ ما في مسارات قراراتنا.. أنت مخير بين الخير والشر في كل طريق تسلكه، يقطع سبيلك لحظات منيرة تلفت نظرك إليها وتدهش منها لتقول عنها مجازا أنها صدفة لكنها تكون هدية لتعيدك للصواب والأفضل لك .. أو لحظة تخبرك بما قد تؤول إليه من سوء وشر.
كل منا رسم له طريقا الحزن والفرح قبل أن يولد وهما طريقان متقاطعان في أكثر من نقطة ليسا متوازيان كما نظن..
لذا ستسلك أياما في الفرح وأخر في حزن وكدر.. لكن تأكد أن كلاهما ضربات القدر فيهما ما يسعجبك وما يستجدي ذفر عيناك للدمع.. لكن لا تتوقف أبدا عن الإيمان بنفسك.. لا تتوقف ولا تستسلم في لحظات الحزن التي تتقاطع مع طريقك.. مهما طالت فترة سقوطك لابد أن تنهض مرة أخرى.. ليس ما عليك تخطى السقوط ولكن عليك أن تنهض في كل مرة أسرع مما قبلها.
لا أعلم إن كان مكتوبي هذا سيرى النور وستنسى له النشر والحصول على الحياة من كل من يقرأه أم لا.. لكني أعرف أن الكتابة هي ما أحب وما أتمكن من القيام به على أكمل وجه حتى إن لم يعترف بذلك حتى الآن الناشرون.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات