حال القراءة في مجتمعنا العربي لا يبشر بالخير في هذا المقال نعالج أسباب المشكلة ونوضح آثارها على الفرد والجماعة ونقترحح حلولا لحل الأزمة،...



تأملت حال طلبة العلم اليوم في العزوف عن القراءة وهم في بداية الطلب ! فعجبت كل العجب ! أقد اكتفوا بما حصلوه من العلم ؟ أم وقع عليهم مرض " القراءة لمن هم في بداية الطلب " وأما نحن فقد انتهينا من هذه المرحلة ونحن بصدد العلماء الكبار ؟! فلا أدري أنسوا أم تناسوا حال علمائهم الربانيون . أغفلوا عن قوله تعالى : [ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ] ( طه / 114 ) لا يوجد شك فى أن للقراءة أهمية كبرى لا يُمكن تجاوزها، لذا كَتَبَ الفراعنة على جدار أول مكتبة أنشأوها العبارة التالية: «هذا غذاء النفوس وطِبُ العقول». المعنى واضحٌ قوى، فالقراءة غذاء وعلاج فى آن؛ بل هى أساس الحرية الفكرية والسياسية والثقافية، لأنه يستحيل بناء مُواطِن حر من دون تمكينه من القراءة وسُبل الوصول إلى المَعرفة والعِلم، كما يتعذَر بغيرها صناعة حاضر المجتمع ومستقبله؛ فهى الذاكرة الحضارية ضد النسيان، والسد المنيع ضد أشكال التبعية والاستلاب، ورافِعة التنمية الحقيقية، والرهان الناجح لاحتلال مَوقِعٍ مشرِف بين الأُمم. لا شك أن للعزوف عن القراءة النافعة عدة أسباب منها إدارية كعدم تنظيم الوقت، ومعرفة الأولويات وعدم اعتياد شغل وقت الفراغ بالقراءة، ومنها أسباب اقتصادية كارتفاع أسعار بعض الكتب أو الفقر أو قصور دخل القارئ، وبالتالي هناك أسباب تربوية حيث تغيب ثقافة الكتاب عن بعض البيوت والمحاضن التربوية، وإهمال الأسرة لغرس بذور المطالعة في نفوس أبنائها، وإخفاق المناهج الدراسية في تشجيع النشء على القراءة والاطلاع.كما أن هناك أسباباً شخصية كالجهل والغرور وقصر النظر للنفس وضعف المستوى التعليمي، وأسباب ترفيهية فالبعض أن رفاهيته هي الأصل، وأسباب منفعية حيث يتصور لدى هذه الفئة أن لا فائدة من القراءة في ظل التقدم العلمي، عدا عن ظهور الوسائل الإعلامية الحديثة من تلفاز وفضائيات التي استهلكت حيزاً كبيراً من وقت الناس وأسهمت بشكل كبير في إقصاء الكتاب.القراءة عادة ومهارة تُنمى عند الإنسان، ولا تظهر فجأة بأن يستيقظ الإنسان من نومه ليصبح قارئاً، فهناك مراحل عدة يمر بها الشخص تؤدى بمرور الوقت إلى أن يصبح قارئاً مستقلاً ولديه الطلاقة في القراءة السريعة، فمع قدوم المولود، يجب على الأم أن تبدأ في القراءة له، لأنه سيحب سماع صوتها، وسوف يشعر بالطمأنينة، كما أن ما يسمعه سيحفظه في مداركه لوقت طويل.ويساعد هذا أيضاً في زيادة حبه للكتب بمرور الوقت، ليشعر أن هذا روتين طبيعي تقومين به دوماً مثل الرضاعة والإستحمام وغبرها من الأمور اليومية ، وأيضا طرح الأسئلة على الطفل أثناء القراءة لا يشجع الطفل على حب القراءة فحسب، وإنما يساعده على التركيز وتطوير قدراته لفهم ما يسمعه. كأن تقول الأم له "هل ترى القطة في الصورة؟" وبالتالي سيتفاعل مع ما يتم قراءته ليجيب بهز رأسه أو بكلمة "نعم" إذا كان متمكناً من قولها.وفي مرحلة من 2 إلى 3 سنوات في عمر الطفل، نبدأ بطرح الأسئلة على الطفل أثناء وبعد القراءة، فيمكن سؤاله عن توقعاته بشأن القصة، مثل أن نقول له "في رأيك ماذا سيحدث للقطة؟".وبعد الإنتهاء من القراءة، نجعل الأسئلة بمثابة إختبارات لذاكرة الطفل عما قمنا بقراءته، أو رأيه في القصة.ولا ننس أن لكل مرحلة عمرية كتبا خاصا بها حسب مدى نضوج عقل الطفل ونقسمها على الشكل التالي :منذ ولادته إلى عمر السنة: استخدام الكتب المطبوعة على الورق المقوى (مرفقة بصور حقيقية)، الكتب القماشية التفاعلية (مع ملمس مختلف).من السنة إلى 3 سنوات: كتب تتسم بمضمون ذي قافية، كتب الأغاني، القصص الكرتونية القصيرة.من 3 سنوات إلى 5 سنوات: كتب الحروف الأبجدية، كتب الأغاني، كتب مصورة، كتب تتسم بمضمون ذي قافية.بدأ في الآونة الأخيرة الحديث عن احتمالية اختفاء الكتب الورقية لتحل مكانها التقنيات الإلكترونية، ورغم أن التكنولوجيا غيرت الكثير، وبدأت شيئًا فشيئاً تسيطر على جميع جوانب الحياة إذ أن كل يوم يتغير نمط من أنماط الحياة، والكتاب أحد المتأثرين بهذه التكنولوجيا، وبالرغم من أن أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية الذكية وفرّت إمكانية الحصول على الكتب وقراءتها بالمجان بالطرق الإلكترونية، مما لم يجعل الحصول على الكتب أمراً صعباً وفرصة جيدة لهواة القراءة، إلا أن الكتاب الورقي من الأمور البدائية التي لا يمكن محوها فكل كتاب له جمهوره.



Radouane Aounallah

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Radouane Aounallah

تدوينات ذات صلة