ان هذه التدوينة توضح كيف يمكن للضغط الممارس حولنا ان يجعلنا نحيد عما نؤمن به

اذكر عندما قام الدكتور المحاضر والمسؤول عن ورقتي البحثية للتخرج بتعيين مادة النسوية والادب كموضوع للبحث ، حيث كان يترتب علينا ان نقوم باختيار رواية لمؤلفة وتحليلها وقد اخترت في ذلك الوقت رواية اللون البنفسجي The Color Purple )) للكاتبة اليس والكر ""وهي واحدة من الروايات الأكثر تميزا في الخيال الأمريكي. وتتبع القصة حياة سيلي، وهي امرأة أمريكية أفريقية تعيش في الجنوب خلال عصر جيم كرو. وتكتب في سلسلة من الرسائل إلى الله، والحفاظ على صوت الإخلاص والإيمان في قوة أعلى، على الرغم من المحن التي تواجهها كل يوم وشكوكها الداخلية الخاصة بها حول نفسها - تسبب خصوصا على أيدي الرجال من حولها. و تقع في الحب مع امرأة ومن خلال" شوغ أفري" تجد شعورها بقيمة الذات وهويتها. في نهاية المطاف، تجد سيلي السعادة والموهبة، وقوتها الداخلية الخاصة. فالرواية تعطي صوتا قويا للمرأة الأمريكية الأفريقية، وتستكشف مواضيع مثل الهوية، والتغلب على الشدائد، والولاء الحقيقي، وتعريف السعادة، والتواصل مع الروح.""لقد قمت بقراءة الرواية وتحليلها حتى انني اتقنت دور المدافعة عن البطلة وقرارتها وأثبتت للدكتور والحضور ان الشذوذ الجنسي وتحول البطلة من امرأة مستقيمة جنسياً الى شاذة كان له الأثر الأكبر في التحرر والهرب من الحياة التي كانت تعيشها ومن الظلم الواقع عليها. لا انكر انني في تلك المرحلة من حياتي كنت اؤمن بأن الحريات الفردية هي حق للفرد وانه لا يحق لأي منا الاعتراض على اختيارات الغير او أساليب حياتهم ولكن مع الوقت ومع نضوجي فكرياً وعندما بدأت افكر بمفهوم آخر للحرية ادركت انه لا يحق لأحد ان يعترض على الطبيعة وان كنا نعترض على المجتمع والعادات والتقاليد وان كنا نرفض القوانين والأديان الا ان رفضنا للطبيعة واعتراضنا على فطرتنا والخلق السوي سيجعلنا نقع في مشاكل جمة وان الحياة ليست كالروايات والقصص وان المهرب من التعنيف والظلم لن يكون في اعتراض طبيعتنا ولا تكويننا.ان المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي ليرى ان هناك فريقين وانقسام واضح بخصوص التعاطف او عدمه مع الناشطة سارة حجازي ما بين مؤيد وما بين معارض، ولكنني لاحظت خلطاً واضحاً بين حرية رفض دولة او حكم ما وبين رفض طبيعتنا او ميولنا الطبيعي، فالشذوذ الجنسي ليس محل نقاش ولا اختيار وان كنا سنعطي لكل فرد ان يختار فلماذا نرفض تعدد الزوجات وتعدد العلاقات والعلاقات غير السوية مع الحيوانات او من يميلون للأطفال، ان كنا سنعرف الحب بأنه اختيار فردي فلماذا نعطيه حسب اهوائنا ولمن نريد؟ ان اتفقت اربع نساء على الزواج من رجل واحد الا يحق لهم ذلك؟ لماذا يتحول الامر حينها الى اضطهاد.ان الحركات النسوية واتجاهها للدفاع عن المثلية انما هو موقفاً ضعيفاً وكأنه يؤكد ان المرأة ليست في مكانها الطبيعي، فرفض المجتمع للشذوذ يختلف تماماً عن موقفه تجاه المرأة، فنحنا بنات الطبيعة ونصف المجتمع ووجودنا ليس حديثاً ومطالبنا ليس شاذة او غريبة. قد يكون من الصعب علينا ان نرفض احداً اوان لا نشفق على احد باسم الإنسانية التي تجمعنا ولكن يحق لنا رفض الأفكار والشذوذ الذي يحاول البعض الترويج له ويحق لنا رفض العنف الذي تتعرض له هذه الفئات فانا من ايماني بأن هذه الفئات تعاني من مشاكل جادة أرى ان على الدولة تأمين العلاج المناسب لها واستيعابها وليس تعريضها للسجن والانتهاك.رفضنا لميول احدنا وافكاره لا يعطينا الحق بأن نتمنى موته او نفرح لانتحاره ولا يحق لنا ان ننشر خطاب الكراهية والحقد وان نشجع على العنف تجاههم فالله سبحانه وتعالى هو من خسف الأرض بقوم لوط ولم يطلب من رسوله ان يفعل شيئا ً، قد يكون الأفضل في مثل هذه المواقف ان نحمي انفسنا وعائلاتنا من الفتن وان لا تجرنا الإنسانية لنقع فيما حرمه الله ولا ان تجرنا الحماسة فنقع في الكراهية.

قد يكون الأفضل الصمت ولكن ان تكلمنا فلنقل كلمة حق....


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات آية بهجت صرصور

تدوينات ذات صلة