خلقنا الله تعالى شعوباً وقبائل لنتعارف ولنكون علاقات مع بعضنا البعض وكما قال اسلافنا ( الجنة بدون ناس ما بتنداس)

خلقنا الله تعالى شعوباً وقبائل لنتعارف ولنكون علاقات مع بعضنا البعض وكما قال اسلافنا ( الجنة بدون ناس ما بتنداس) ولكن ما مدى تأثير علاقاتنا ومعارفنا على حياتنا؟


لقد قرأت مؤخرا جملةً مفادها انك انت من ترافق وان" الصاحب ساحب"، وقد يكون استعمالنا لهذه الجملة مقتصراً على النماذج السلبية او دليل الرفقة السيئة ولكن ينعكس ذلك ايضاً على النجاح والتفوق وتحقيق السعادة والأهداف فللصديق والمعارف تأثيرٌ كبيرٌ علينا ويلعب وجودهم دوراً في مساعدتنا على الإنجاز او على الفشل.ان اختيار رفقائنا واصدقائنا قد يكون مرتبطاً بعوامل عدة وقد يفرض علينا الواقع ان نرافق او نكون علاقات مع من لا نستهوي .و علينا في تلك الحالة ان نكون قادرين على السيطرة على المشاعر السلبية والطاقة التي يحاولون نقلها لنا وينطبق ذلك ايضاً على من نختار متابعتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن كنا نشعر بالضيق او لا نطيق احد المشاهير او المؤثرين فعلينا الغاء متابعتهم بدلاً من النقد المستمر لهم ولتصرفاتهم، فحياتنا أولى بالوقت والجهد المبذول عليهم.كما علينا ان نتذكر دائماً اننا لن نستطيع تغيير شخص او تغيير أفكاره ان لم يكن يريد التغيير وان لم يكن نابعاً من داخله واننا غير مسؤولين عن سعادة الآخرين، فالمعاملة الحسنة مطلوبة واللطف واجب ولكن دون ان يتعدى حدود حياتنا.


ومن هذه الشخصيات:

1. الأشخاص المتشائمين : نواجه في حياتنا بعض الأشخاص السلبيين الذين يملكون رؤية تشاؤمية للحياة ويملكون قدرة خارقة على نشر مشاعرهم السلبية والشعور بالسوء أينما كانوا حتى انك تشعر بالهم يثقل كاهلك ويملأ قلبك بمجرد الجلوس معهم لبضع دقائق ولديهم القدرة على تحويل حدث عادي الى هم لا يحتمل.

2. الأشخاص المثاليين: هناك الكثير من الأشخاص الذين يسعون دائماً للتفوق في كل شيء في حياتهم، فلا يقبلون الهزيمة ولا الاعتراف بالخطأ وتدور حياتهم على المثالية وتحقيقها، فيرفضون البساطة وينظرون للكمال في كل شيء فلا يفرحهم الانجاز البسيط ، وكل الاحداث منقوصة ما لم تكن حسب معاييرهم وتقديراتهم وتكون علاقتهم معنا علاقة تنافسية، يحاولون دائماً وضعنا في المرتبة الثانية من بعدهم.

3. أصحاب الغيرة العمياء: كم من مرة اخبرت احدهم بنجاح حققته بعد تعب او نتيجة وصلت لها بعد جهد منك وارتسمت على وجههم علامات الحزن و ابتسامة غير صادقة، أولئك الذين تعمي الغيرة ابصارهم فيحاولون ان يبعدوك عن النجاح ويكون كل همهم ان تبقى معهم في نفس المرتبة وان لا ترتفع ولا تتغير احوالك.

4. الأشخاص الكسولين: لقد صادفت العديد من الأشخاص الذين يملكون الكثير من الاحلام ولكن بدون همة ولا نية لتحقيقها، فتجدهم بارعين في اختلاق الاعذار والأسباب لعدم تحقيق شيء وان كان صغيراً وتراهم ينظرون للنجاح كأنه امراً صعب التحقيق.

5. الأشخاص الاتكاليين: أولئك الأشخاص الذين يعيشون كالعلقة الضارة التي تمتص غذاء وروح غيرها فتراهم حولك عند حاجتهم لك ويختفون بمجرد اخذها وانتهائها وتفتقدهم عند حاجتك او المواقف الصعبة، لا تقع في مصيدة هؤلاء ولا تحاول ان تكون الأفضل في مثل هذه الحالات اذ ان تأثيرهم سيء جداً فالعلقة او الكائن الطفيلي مستعد ان ينهي على ضحيته كي يعيش فلا يشبع ولا حد لطمعه ولا يفكر بغيره ولا مصالحهم.


وكل واحد من هؤلاء قادر على تدمير حياتنا فاختيار الأشخاص الملائمين ضمن دائرة معارفنا قد يكون عاملاً مهماً في تغيير مسار الأمور ومجريات الحياة، ادركت ذلك في وقتٍ مبكر واكتشفت انني غير مسؤولة عن مشاعر من حولي وظروفهم وان اللطف لا يعني ان اغرق في مشاكل غيري او ان تصبح حياتي انعكاساً لحياتهم. فالقليل من الأنانية وحب الذات مطلوباً دائماً كي نستطيع تحقيق اهدافنا.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل جداااا 👍

إقرأ المزيد من تدوينات آية بهجت صرصور

تدوينات ذات صلة