إن الإلهام ما هو إلا أمر نسبي يختلف من كل شخصٍ لأخر مهما بدا الأمر يحتاج إلي الكثير حتي تكون مُلهماً فأبشر ... كُلنا مُلهمين إنما فقط ينقصنا الإدراك
مُنذ أيام كانت أول حفلة توقيع لكتابي الأول (( رسائل المساء )) يجب أن أعترف أنني كُنت في غاية التوتر لأنه كان يجب إنهاء كُل شئ في فترة تسعة أيام فقط ، وعدد كبير من الأصدقاء لم يستطع الحضور نظراً لبدء العام الدراسي الجامعي ، ولكن بعد تهدئةٍ أُسرية ودعمٍ نفسي كبير إستطعت أن أُكمل كُل شئ وتوكلت علي الله وتم الأمر علي خير ولكن عند عودتي إلي المنزل في جلسةٍ تأمليه كُنت أُعيد بها فترة الشهر الماضي لأراجع نفسي وأسألها (( هل صنعنا ما بوسعنا ؟ ))
وجدت أن كثيراً من تأملاتنا في المُحيطين قد تكون خاطئة أو غير كاملة .... بالمعني الأحري غير سليمة الجوانب فقلد سمعت الكثير من عِبارات الإطراء خلال الحفلة ومن خلال وسائل التواصل الإجتماعي الكثير من المدح والثناء علي مجهودي وعلي إنتصاري وعلي قوتي وإصراري وقد صنع الأغلبية من خطواتٍ - أكاد أراها لا تُذكر - قصص إلهام
علي الرغم من أن السيناريو الواقعي يكاد يكون تقدمٍ غير مقصود من الفاعل - الذي هو أنا - فتتم الأمور بتوفيقٍ من الخالق ليس أكثر ولكن السؤال الذي إستوقفني إذا مالذي قد يجعل بعد الأفراد مُلهمين ؟
مالذي يجعلنا نقف أمام بعض الشخصيات المشهورة حالياً ونقول إنهم مُلهمين ؟
عندما توقفت أمام نفسي وأمام جملة قالها لي أحد الأصدقاء يوماً : (( إنه الشغف الذي يملئكِ عندما تتحدثين عن هذا الكتاب أو هذا الكاتب ، أشعر أنك تكادين تشتعلين طاقة قادره علي إشعالنا جميعاً )) لقد سررت وقتها فعلاً ولكنني لم أقف عندها بحيث أنني رغم إهمالي الذي لا يمكنني إنكاره أمام نفسي وأحياناً كسلي وعلي الرغم من السقطات المُتكرره وأخطائي التي لن تنتهي أو تفني ... قد يراني أحدهم نسخةً كاملة من النموذج المثالي للسعي الدائم رغم أن الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماماً في كثيرٍ من الأحيان ولكنها الإستمراريه ؛ تلك هي الوحيده القادرة علي جعل كُلٍ منا إلهامٍ لايوصف ..
قد تُلهم أحدهم بشغفك في الكلام عن أحلامك ، أو حتي بمقولةٍ قد تكون قرائتها بكتاب أو مجلة
أو بنهوضك للمرة الألف أو بعد السقطه المليون
أو حتي بنظرة تملؤها الأمل والإيمان بأننا لازلنا نستطيع
برأي هذا هو الإلهام الحقيقي وقد أكون رأيته مراتٍ كثيرة ولكن لسطحية نظرتي التي لازالت في مرحلة النُضوج ... لم أُدركها رغم إنها شكلت دفعةً قوية لي في وقت كُنت علي وشك الإستسلام فيه
إن قوتنا الحقيقة وشغفنا الذي قد لا ينقطع يكمن في إنتصاراتنا الصغيرة التي نهملها وقد لا نُلقي لها بالاً
إنه إنتصار أن تظل يومياً تبحث عن وظيفه
إنها قوة أن تظل تذهب إلي عملك كُل يوم
إنه إنجاز أن نخرج كُل مرةً إلي العالم ولازالنا نؤمن أننا نستطيع
إن إبتسامتكم إلهام ...
إن خطواتكم إلهام ...
إن المحاولة في حد ذاتها إلهام ... الله لا يريد منا الكمال ولكن يريد السعي المستمر نحوه كما قال أحمد الشقيري
لذا أريد منكم الإيمان بقوة إلهامكم مهما كان من الصعب عليكم رؤيتها وتذكروا أن الشغف ما هو إلا إيمان .
دُمتم مُلهمين ...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات