هل بالفعل كل شيء في الماضي كان أفضل؟! وهل العودة إليه حل مناسب لمواجهة الحاضر؟!
No, You Were Not Happier Way Back When. Here's Why
ده عنوان مقال على مجلة Psychology Today للدكتور Mark Travers وفيها هو عاوز يوضح إن مش دايمًا تفكيرنا في الماضي حاجة صح، ومن خلالها بيحاول يثبت إن مش كل حاجة كانت أسهل وأريّح زمان، وكانت وجهة نظره هي إن:
أحيانًا بنلاقي تفكيرنا ماشي في زاوية إن كل شيء كان أفضل وأسهل بكتير زمان، و ده حيلة من الحيَل اللي بتعلبها عقولنا لما نحس بالضعف أو الإرهاق.
بس في الحقيقة إنك لو بصيت بـ "موضوعية" شوية هتلاقي إنه من النادر إن الأمور أو الأشياء كانت أفضل في الماضي.
علماء النفس بيشوفوا إن ده نمط من أنماط التفكير الخاطئ اسمه Rosy Retrospection أو الاسترجاع الوردي، وهو نوع من التحيُز الإدراكي المدروس جدًا، واللي فيه بيحصل إنك لما تفكر في زمان فمن المُرجح جدًا إنك هتفتكر أشخاص وأحداث وأماكن وأشياء بس بطريقة مُجردة، وطالما مُجردة يعني هتركيز على العموميات الإيجابية بس وتتناسى التفاصيل الجوهرية للي فات ده واللي رُبما تكون مؤلمة أو سلبية مهما كنت مهتم بالتفاصيل..
وهنا الباحث ضرب مثال بيوضح الفكرة دي وقال:
لو قعدت تفتكر أجازة قضيتها من عيلتك من 5 سنين مثلًا فجايز أنت هتفتكر الحوار المُمتع اللي كان بينك وبينهم وقتها، الأكل الحلو اللي أكلتوه سوا، الصور الكتير اللي اتاخدت.. لكن مش هتفتكر مثلًا إنك مكنتش عارف تنام براحتك لأن نومة الكنبة مش مُريحة طول الـ 5 أيام اللي قضيتها معاهم، ولا هتفتكر دور البرد اللي عكنن عليك، ولا الكلكعة اللي كانت حاصلة طول ما كنتوا بتجهزوا نفسكوا للسفر ومتوترين طول الأسبوع..
بمعنى: التفاصيل السلبية اللي في الأحداث اللي فاتت أغلبها بيتنسى مع الوقت والجوانب الإيجابية للتجارب أو الأحداث دي مبتتنسيش، و ده كويس مش وحش خالص، لأن ببساطة ده بيخلي أذهاننا في حالة إيجابية في الوقت الحاضر.
عارف الناس اللي عندها ميل تفتكر التجارب السلبية أكتر من الإيجابية، دول أكتر ناس عُرضة للإصابة باضطرابات وجدانية زي الاكتئاب ، فعلشان كده ميكانيزم الاسترجاع الوردي مُهم لكنه زي كتير من التحيُزات المعرفية بيخدم غرض مُعين لتخفيف وطأة الضعف أو الإرهاق اللي بنتعرضله ساعات.
ولكن بالرغم من ميزة الـ Rosy Retrospection إلا إنه ليه ثغرات ممكن تدفعك إنك تكرر غلطاتك الماضية بحجة إنك مش فاكر غير الكويس اللي حصل وتناسيت اللي مكنش كويس.. مثلًا أنت كنت في علاقة سامة وغير داعمة ليك على الإطلاق لكن لسا مُحتفظ بالذكريات السعيدة اللي في بدايتها وشِبه عايش عليها، فلما تدخل في علاقة جديدة بتحاول تصنع نفس الذكريات وتغفر حاجات متعديش بسبب إنك عايز تحتفظ بخبرة غلط حتى لو إيجابية!!
علشان كده النصحية المُقترحة هنا هي إنه لطيف إنك تتعامل مع مشاعر الحنين للماضي جواك بدرجة من الشك.. درجة تخليك حيادي بين السلبي والإيجابي في الماضي ده، السلبي هيعلمك والإيجابي هيحسسك إنك مبسوطة ولو شوية..
في العموم،، الأبحاث النفسية بتشير إلى أن أفضل أيامك لسا مستنياك ومش بعيدة..
في دراسة عن مسار التفاؤل عند الأفراد بمرور الزمن أكدت إن التفاؤل بيبقى مُنخفض شوية في العشرينات وبيرتفع تدريجيًا في التلاتينات والأربعينات وبيبلُغ ذروته في الخمسينات وبعدين يرجع يقل بالتدريج تاني..
دراسة تانية عن الرضا عن الحياة في دول الأنجلو: الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، كندا وإنجلترا شايفة إن الرضا عن الحياة بيزيد مع التقدم في العمر
خلاصة الدراستين دول وغيرهم كتير بتحاول توضح إن في أدلة على إن ما زال في أيام حلوة لسا جاية، وحتى لو _ لا قدر الله _ لأ فعلى الأقل في وِسعك تفترض ده وتشتغل عليه.. فمفيش أي مانع إننا نبص ع الماضي بشيء من الاشتياق لكن في نفس الوقت بلاش يكون اشتياقك ده بيعطلّك عن إنك تتوافق مع الحاضر أو يخليك مش سعيد بيه.. استفيد منه في إنك تصنع لنفسك ذكريات كويسة لكن متوقفش حياتك عندها. 💙
المقال الأصلي:
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
المقال بصفة عامة ممتع واخر جزئيه فى فيها تحفيز جيد
بالتوفيق ان شاءالله 💙
المقال بصفة عامة ممتع واخر جزئيه فى فيها تحفيز جيد
بالتوفيق ان شاءالله 💙