عن جميلة منحتها الحياة زينة الحياة الدنيا مرتسمة بمعالم وجهها الفاتن وجعلتها كلوحة فنية باهضة الثمن تضل عابرة لدى الجميع ولا يستطيع أحد الحصول عليها
خلقت بذلك الجمال الفاتن وبذلك البياض الناصع الذي إكتسح بنوره مكانا له وسط الظلام, وبتلك العينان الذهبيتان التي تعكس بهما جمال شروق شمس الصبح الذهبية
وشعاع غروب الشمس البهية, وبذلك الشَعر البني الفاتح الذي يباغت النفوس ويهز القلوب عشقا مع كل تماطل أحد خصلاته
جمال غير عادي, ملامح مرتسمة بإتقان وكأنها لوحة فنية ما خلقت يوما إلى للتطلع إليها وكشف ستارها وما توحيه معالم وجهها الفتان الذي تارة يوحي بالرقة, وتارة أخرى يعكس جانبا مظلما يعج بالتذمر واليأس والكراهية تجاه جمال خلق لها وإرتسم بملامح وجهها وغادر حياتها
فباتت كزهرة ذابلة بصحراء قاحلة من ذا الذي سيشق طريقه إليها ليسقيها ويحييها من جديد, فهي من إكتست بثوب الفتنة والأنوثة وكل أشكال الجمال والبهاء الخارق الذي ليس له مثيل وبنفس الوقت نبذت من جمال وحظ الحياة
فليست كل جميلة تجملت الحياة بأعينها ومنحتها بمقدار زينتها وحيويتها, فهي الحياة لم تكن عادلة يوما ولن تكون يوما, فدائما ما تمنحنا الشيء لتحرمنا من أشياء, فها قد طوقتها الحياة بحجاب أبيض مرصع بالجمال وبعثرت بمعالم وجهها ومحياها ذلك الحزن الذي كل من مر عليها شهد ما هو مخبأ بجوف تلك الروح التقية النقية الفاتنة, وبتلك العينان العسليتان كرحيق النمل المنير
هي من جعلتها الحياة كاللوحة الفنية, مبهرة هي في البداية أو بالأحرى في أولى لحظات النظر إليها ومملة عند التمعن بهل والتطلع بأحزان تجري بثنايا روحها وفؤادها
فمن طبعنا نحن كبشر نحب التطلع بالجمال والنظر إليه ونخاف إنعكاس الحزن واليأس المتغلغل بجوفه, نحن كبشر نحب من الجمال ما يزيد من سعادتنا وتفاؤلنا وإن كان غير ذلك فإننا نتحاشاه ونتجاهله
هكذا هي تحظى بإهتمام الجميع بالدقائق واللحظات الأولى من رؤيتهم لها وتشهد نفورهم منها عند رؤيتهم أيضا لإنعكاس معالم وجهها, عجبا لأمرها فهي من إختارتها الحياة لتكون كلوحة فنية باهضة الثمن يكمن سرها بجوفها وما تعكسه ملامح وجهها الفتان, لكي لا يحظى بها يوما أي شخص في الحياة وتضل عابرة لدى الجميع تشهد كلا الحالتين من إنبهار ونفور بنفس اللحظة
إلى أن تموت يوما إما يأسا أو حزنا
بقلمي أسماء بلغزال
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ما شاء الله تابعي