فتاة شكلت محطة الإختلاف بزمن كثر فيه التشابه والتقليد، فأصبح ما يميزها هو إنفرادها بذاتها وتقديسها لذلك
لقبوها بالوحيدة لأنها لا تملك حبيب بل في حقيقة الأمر لأنها لا تملك الوقت لذلك، لا تتقن فن الكلام ولا يمنحها كبريائها بأن تتحدث مع مئة شاب في اليوم وتدعي أنها تحب كل واحد منهم، ليس لديها مزاج لتجامل وتنافق وتتظاهر بالحب لكل شاب مراهق
أغبياء هم، لأنهم ألقوا عليها بإسم الوحيدة والمعقدة وهم لا يعلمون بأن ما تلك الكلمات إلا أجزاء تتركب منها وتعيش بثنايا روحها، فالوحدة عالمها ولقب المعقدة ما يميزها، فهي ليست وحيدة بل صديقة الوحدة تلتجأ إليها كلما أتعبها ضجيج الحياة لتذهب من جديد مع رفيقتها الوحدة إلى ذلك العالم الأخر الذي لا يحمل بطياته سوى عبق الأمل وروح التفاؤل وشعور السعادة والمرح
عالم لم يمنحها الضجيج الصاخب لكنه منحها الهدوء لتتأمل وتغوص بأعماقه، عالم منحها الورقة والقلم لتخطوا بالقلم كلمات عجز اللسان عن البوح بها، وخشيت الروح من الشعور بها مخافة المجتمع،
مختلفة هي والإختلاف والعقدة والوحدة عناصر إختلافها ومايميزها عن قريناتها من بنات جنسها، فهي وحيدة فقط بنظر الأغبياء أصحاب النظرة العامية والمحدودة للحياة ككل وللمجتمع بالشكل الخاص،
ومختلقة وذكية وموهوبة في نظر كبار العقول أصحاب النظرة الثاقبة للحياة وما يجري بها، من يفهمون بحق نوع شخصيتها المنفردة بذاتها عن الأخرين
فهي من تستفيق باكرا وتنام متأخرة من كثرة عشقها للحياة، هي من تغلق على نفسها بغرفتها لتستمع لموسيقاها الرومانسية ولأشعارها العربية والقديمة بوجهة نظر البعض، هي من تحمل فكرة أن تعيش الحياة بالطريقة المغايرة أو بالأحرى أن تعيش وفق مسار خاص بها في الحياة ليس من الضروري أن يشبه باقي أنماط الحياة المتداولة لدى الجميع، فهي بالنسبة لها أن تعيش الحياة
أي أن تهتم بنفسها وتحب ذاتها وتتقبل نفسها وتتصالح معها وتعيش كل لحظات عمرها بثوانيها قبل دقائقها، فهي مختلفة ذلك الإختلاف الجميل الذي به ومنه تستمد قدرتها من التفكير والعيش والتحليل من منطلق تفكيرها المغاير ونظرتها الثاقبة لفلسفة الحياة ، فهي ترى الأمور وتمحص النظر بها وفق منظورها الخاص ومن الجوانب الأخرى للحياة التي تعيش بها وتتعايش معها لتحيا فيها لنفسها، ولتستمر بحياة هي من رسمت محور إنطلاقتها التي تلائم ذاتها وتتوافق مع تفكيرها بعيدة كل البعد عما يقال عنها من وراء مطبات ظهرها
فهي من حملت مشعال الإختلاف ونادت به وقدسته وأمنت به، إلى أن أصبح رمزا لها يميزها عن غيرها.
بقلمي أسماء بلغزال
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات