إشتد الخصام بين عشيقين أدى بهم إلى السقوط من على حافة الهاوية كل منهم يسير بطريق أخر ويشق صفحة بيضاء نحوه لكن من سيستطيع التحمل والإستمرار دون الأخر

إشتد النزاع بينهما، وكثر الكلام،نفذ صبره عليها وصبرها عليه، تلفظوا لكليهما بكلام جارح كاسر لعلاقة حب دامت سنين مؤدي بهم إلى السقوط من على حافة الهاوية

مستنجدين بكلمة فراق ،بعدما ظنوا بأنه لم يبقى شيء بينهم بعدما وصلوا لهذه المرحلة ،حزم أمتعته أخذ مفاتيح سيارته وسافر إلى بلاد بعيدة تاركا إياها جالسة على الأرضية تبكي وتنوح وتندب شعراتها الشقراء الجميلة وتتفوه وتقول إياك إياك والذهاب، إياك وكلمة الوداع، فأنت تعلم أني بدونك لا شيء وأنت بدوني مجرد جثة هامدة سارحة على ضفاف نهر الحياة

صرخت،تدمرت، إنفجرت ،حزنت باتت تنام كل ليلة على عبق ذكريات الماضي واليوم الأليم

ذكريات حبيب إشتد عوده معها ونفذ صبره عليها، وبادر بالرحيل عند أول خلاف

وقفت أمام المراة شهدت على شحوب وجهها وإنخفاض وزنها والهالات السوداء الملتفة حول مقلتيها وثقل الهم على قلبها، غسلت وجهها إستفاقت من غفوتها وقررت مواصلة الحياة بروح وقلب ميتين

رمت الماضي وحادث اليوم الأليم وراء مطبات ظهرها،أخذت الخطوة الأولى للنسان بعد أن تخلت عن كل شيء يذكرها به، حرقت صوره وفي كل صورة حرقتها فقدت جزءا من حبها له، تخلصت من كل شيء ولم يبقى بقلبها سوى رماد أسود

بعد حريق إخترق روحها وجسدها وأكل من جمالها ومفاتنها،إرتحلت إلى مكان لا يوجد به رائحته ولا أماكن ذكرياتها معه

أقدمت على العيش حياة جديدة وبدأ صفحة بيضاء مع نفسها بينما هو كان مايزال عالقا ببلاد أخرى يلمح طيفها بكل مكان ويحمل بذاكرته صورة ملامح وجهها التي تراوده بكل مكان حاول التجاوز ولم يستطع ،فإذا سلبها الحب جمالها فهو قد سلبه كل شيء ،إرتسم الشيب على ذقنه وكل خصلة بيضاء في وجهه وشعره حكت مرارة الخيبة والبعاد والفراق من حب تركه ظنا منه أن النسيان نعمة كما الحب تأتي بين ليلة وضحاها

تاه وغرق بمرارته، يئس من نفسه حاول إقامة علاقات مع غيرها من النساء الجميلات المتحررات وكان في كل إمراة يراها ويلمحها ،مرت عليه الأيام والليالي وكأنها الدهر بأكمله فلم يزده ألم الفراق والبعاد إلى شوقا إليها وحنينا لملاقاتها وأضعافا من الحب لها بعدما أهلكه الحنين وإشتد الألم بقعر صدره حمل أمتعته وركب بأول طائرة عائدة إلى البلاد المجاورة، عائد هو إلى عشيقته السابقة التي رحل عنها ولم ترحل عن تغكيره وأول مكان ذهب إليه بعد وصوله الى جزيرة صغيرة بوسط البحر نفسها التي كان يذهبان إليها

لم يتوقع أنه في ذلك المكان يخلد حبه لها بعد صدمته برؤية إمرأة جمعت فيما بين نعومة الشباب ومعالم الكهولة ،مرتمية على ضفاف الجزيرة حاملة بيدها رسالة وداع أخيرة

سقطت دمعتين من مقلتيه بعد علمه بأنها هي ذاتها من أول نظرة رمقها بإتجاه وجه تلك المرأة المترامية كالجثة الهامدة على ضفاف جزيرة شهدت غربتها وحيرتها،فكيف يعقل ألا يعرف ملامح وجه حرم عليه نعمة النوم لليال طوال

مرتمية على الأرضية بوجه أصفر شاحب وقدمين زرقاوتين جامدتين ويد ممدودة وإن فارقت الحياة لازالت متمسكة بأخر رسالة تحملها، أخذ الرسالة من بيد يدها وقرأ أخر ما كتبته له

ما ظننتك تاركا لي بعد حب دام السنين ، فلم يكن يا عشيقي الفراق علي هين ولم تستحمل روحي مرارة الحنين والشوق الأليم ،فإن تحققت أمنيتي الأخيرة وقرأت محتوى رسالتي فل تعلم بأني حاولت وحاولت نسيانك ، لملمت شتات ذكرياتك وألقيتها بالقمامة ، غيرت مكان الإقامة لكن أي شيء من هذا لم يكن قادرا على إنتزاعك من داخلي

وداعا يا حبيبي لعلني أجد في هذا الفراق الأبدي طعما للراحة

بقلمي أسماء بلغزال

مدونتي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مدونتي

تدوينات ذات صلة