الصحة النفسية هي من الأشياء التي ينبغي أن تمنح لها أولوية اليوم في مجتمعاتنا ،على الفرد أن يعي مدى أهمية هذا الأمر وأن يعتني بصحته النفسية جيدا.
الإنسان كائن ضعيف إلى أقصى الحدود ،يتخبط في أحزان الحياة يمنى ويسرى بحثا عن تحقيق الذات .غير أن أهم ما يسعى إليه الإنسان هو تحقيق التوازن الروحي والنفسي ،ان أصعب ما قد يصيب الشخص هو ذاك الخلل الروحي الذي يجعله غارقا في دوامة من التفكير والخوف الذي يعتصر احشاءه .الوعي بهذا الأمر هو الأكثر صعوبة ،إدراكك لما يحصل معك وعدم قدرة نفسك على التكيف مع الأمر مرهق جدا ،الالم النفسية تفوق الألم الجسدية بدرجات .فالجرح الجسدي يمكن رؤيته واختيار مرهم مناسب لمعالجته ،لكن كيف بوسعي التصدي لالم غير ملموسة ،الم ينهش جسمي شيئا فشيئا ويستقر في أحشائي يبعثرها كما لو كان طفلا صغيرا يبعثر أشياء معينة .
هي معاناة صعب التعايش والتعامل معاها ،والاجدر بالقول أن على الشخص أن لا يتعايش معاها ويرضى بوجوده في تلك القوقعة من الألم والخيبات النفسية ،بل يجب عليه أن يسعى إلى محاربتها وتجاوزها ،الشيء الذي ليس بالهيين ولكن في نفس الوقت ليس أمرا مستحيلا تحقيقه .نحتاج لكثير من الصبر والعزيمة لتجاوز مثل هذه الأزمات والوصول الهدف الاسمى وهو عايش حياة طبيعية بعيدا عن الاضطرابات النفسية ،التي ليست بالشيء الذي يستدعي أن يكون صاحبها خخجولا أو يقوم بإخفائها عن المجتمع خوفا من النظرة الدونية أو الشفقة تجاهه .
كلنا معرضون لمثل هذه الأزمات ،قوتنا تتجلى في قدرتنا على التصدي لها وتجاوزها بأقل الأضرار .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات