تستطيع العيش منعزلا ولكن ليس للأبد فنحن بحاجة إلى الناس وفق ما خلقنا عليه
هل يستطيع الإنسان ان يعيش وحيدا؟! هذا السؤال طالما جال فى ذهنى وكنت دائما ما ابحث عن سبب يجعلنى فى غنى عن الناس. وكنت قد توصلت فى فترة ما انه من الممكن للإنسان ان يعيش بمفردة مدى الحياة ما دام يستطيع توفير احتياجاته الأساسية والقيام بوظيفته دون مساعدة من أحد. وبحكم وظيفتى فقد كنت افعل كل شىء بمفردى. اسكن بمفردى ، اقوم بطهى طعامى، اتنزة بمفردى واتبضع بنفسى لذا لم يكن لدى سبب لان اعيش ضمن اناس آخرين واننى من الممكن العيش بمفردى على الأقل لفترة طويلة من الزمن. ولكن مع مرور الوقت اكتشفت ان هذا الوضع يسمى الإكتفاء بالذات. ولكن هل هذا الشعور يبعث الراحة فى نفسى ؟. دائما ما كنت اعاند نفسى باننى هكذا بأفضل حال ولا حاجة لى سواء بالزواج او بالاختلاط بالناس الى ان وصلت الى مرحلة فى المنتصف اسميتها العزلة!. وقد توصلت ايضا الى انها شىء جيد بعكس الإنطواء الذى يؤدى الى المرض النفسي فيجب الإعتدال فى كل شىء.
غريزتنا الفطرية هى سبب رئيسى لتنهى فكرة عيش الإنسان بمفردة ، ايضا لا يمكنك انجاز اى شىء مهما كان الا بمساعدة ومشورة الآخرين. فلكى تنجز هدفا يجب عليك الإستعانه بالخبرات السابقة وعليك ايضا ايجاد مرشد او معلم سار على نفس طريقك من قبل حتى يسهل عليك تحقيق غاياتك.
إن العزلة لبعض الوقت وإن طال لهى ضرورية للإنسان حيث يستطيع من خلالها ان يرتب افكارة ويراجع ما سبق ومر به فى رحلته حتى يتسنى له استكمال ما بدأ فالعزلة بمثابة الوقت المستقطع لالتقاط الانفاس .
ان ما بين العزلة والانطواء لهو خيط رفيع يفصل بين النور والظلام فقد تصبح مكتئبا منطويا او قد تصبح... حكيما..
إن العزلة قرار والإنطواء ايضا قرار يحدده الشخص ولا يجبر عليه بسبب ظروف او غير ذلك فمن يتخذ قرارة بان يكون منطويا فهو كالذى تلقى صدمة قوية قرر بسببها الا يميز بين الجيد والسىء ء كالاعمى لا يستطيع ان يرى وجهته.
وللعزلة فوائد من اهمها انك تستطيع ان تسرح بخيالك الى مالا نهايه لتخرج بأفكار جديدة تنير لك عتمتك فمن يعيش بمعزل عن الناس هو شخص قوى قادر على تحمل أعباء الحياة بمفردة، قادر على تحمل مسئوليته ومسئولية غيرة بمفردة اذا لم يجد من يساندة فهو قد مر بالعديد من التجارب و الآلام التى جعلته بهذه القوة. هو لا يحتاج احدا سوى شخص يهون عليه مشقة الحياه. ولهذه الاسباب لا يجد الشخص المنعزل شريكا لحياته بسهوله.
وللاسف الشديد فان المنعزلين يعتبرون فصيلة نادرة فغالبية الناس اما منفتحون او منغلقون فهم الرائعون الذين لايلتقون فى البدايات ولكن فى النهايات بعد ما مرو بكل شىء جعلهم بهذة القوة ليكون لقاؤهم هو يمثابة المكافأة من الله على صبرهم ليكون طريقهم هو اكثر الطرق نورا وفرحة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات