متلازمة التضخيم والكمال تجعل العقل يتآكل وتجعل الانسان يحترق من الداخل

تخيل معى انك تقوم بتحليل عينه دم حيث يتم وخزك لسحب العينه؛ ما هو مقدار الالم الذى تشعر به ؟! برهة من الوقت اليس كذلك؟ ولكن ماذا اذا صرخت باعلى صوتك متوجعا و ممسكا بإصبعك !. بالتاكيد سينظر لك من حولك نظرة استغراب فمقدار الالم بسيط على كل هذه الضجة. هذا ما يفعلة معظمنا عند مواجهه مشكله ما فيما يعرف باسم "التضخيم".

التضخيم هو مرض لا يدركه معظمنا حيث التهويل من حجم اى مشكله نقابلها ونلاحظ ذلك عند عرض مشكلتنا على احد المقربين ونجده متعجبا من شده توجعك و تجد معظمهم يقول لك انك تعطى الاشياء اكثر من حجمها. وبدون ادراك تلقى باللوم عليه وانه لا يقدر ما تعانى منه وان المشكله كبيره و حلها صعب جدا. المشكله ان المصاب بالتضخيم لا يدرك ذلك بل لا يعرف ان هناك مرض اسمه تضخيم المشكلات و يظل حبيس معتقداته ان لا احد غيره يمر بمثل ما يمر به هو فيظل يركض فى دائرة مغلقه لا نهايه لها و يتولد عنده اعتقاد بانه لا يوجد حل لمشكلته.

ونتيجه لذلك يصبح العقل مضغوطا و يبدا الشخص فى التفكير فى اسوأ السيناريوهات المحتملة وكيف يتغلب عليها ويتصرف على اساس ذلك مما يجعله يرتكب حماقه تجعله يخسر الكثير.

وبالرجوع الى اسباب هذا المرض فنجد ان البيئة المحيطة و التنشئة الأسرية والاجتماعية هى السبب الرئيسى فى ذلك حيث الخوف الزائد من قبل الابوين على الطفل يجعلهم بدون وعى يزرعون فى طفلهم فكرة ان كل مشكله يقابلها هى كبيره وتحتاج لمعجزة لحلها وللاسف فليس التضخيم وحده بل كل مشكلاتنا النفسيه و بقعنا السوداء التى تظل عالقه معنا فى الكبر سببها الرئيسى هو الظروف التى نشأنا فيها.

التفكير الزائد في بعض الأمور التافهة يجعل منها مهمة ، بينما لا يتطلب الأمر إلا نظرة سريعة. - سيغموند فرويد


والآن وبعد ان تعرفت على التضخيم لننتقل الى شىء آخر مرتبط به حيث تصبح متلازمه والتى اذا اصيب بها شخص جعلته فى صراع دائم مع الذات .

تخيل انك تسير فى منطقتك و يسالك شخص عن عنوان مكان ما وتجد نفسك لا تعرف الاجابه. قد يكون فى نظرك انه امر بسيط ؛ فقط تقول لا اعرف و تذهب؛ لكن ؛ فى حاله مصابى مرض الكمال فإن الامر مختلف حيث تجده يبدأ فى جلد ذاته انه لا يعرف الاجابه و يظل طوال اليوم متعكر المزاج بسبب هذا الموقف. هذا الشخص يحب ان يفعل كل شىء بنسبة ١٠٠% و لا يحب ان يقوم بفعل الاشياء الا بعد تحقق شروط معينه اذا لم تتحقق يترك الامر كله دون ان يأخذ اى خطوة تجاهه ومن الصعب عليه ان يرضى باى شىء فتجده عند إنجاز عمل ما ينتقده و لا يقبل به ودائما ما يكون لديه تعليقات نحوه.

هذه هى متلازمه التضخيم والكمال حيث يقع المصاب بها دائما فى مشاكل و يكون عقله مشتتا دائما لان الاشياء عنده مهما كانت صغيره هى ناقصة و يقوم العقل بتضخيمها فيصبح عاجزا عن فعل اى شىء ويظل فى هذه الدائرة الى ما شاء الله؛ فقد يتبين لك عند رؤيته من الخارج انه سليم و لا يوجد به شىء ولكن هو من الداخل.. يحترق.

إن الكمال في كل شيء مستحيل. فمن طبيعة الحياة أن تكون ناقصة لكي تسعى في سبيل سد هذا النقص فلا تقف.

ولكن لكل مشكلة حل و حل هذة المتلازمة يكمن فى تدريب العقل مثلما تدرب عضلات جسمك فهى نتاج تراكمات سنين طويله وتحتاج للتدريب لحلها خطوة بخطوة.

ان تغيير طريقه تفكيرنا هى اول الخطوات للتخلص من هذه المتلازمة فافكارنا هى واقعنا الذى نعيشة الآن. قد يكون الكلام سهلا ولكن تطبيقه صعب فاذا استشعرت هذه الجمله سيسهل عليك تطبيقها فالأمر مثلما تحاول النظر يمينا ويسارا فى آن واحد وهذا صعب من الناحيه الفيزيائية اما عندما يتعلق ذلك بالعقل؛ فهذا ممكن.

كما ان اعطاء الامور قدر حقها يخفف الضغط عليك حيث يجعلك تصنف المشكله وتحدد حجمها وبالتالى يسهل التعامل معها.

ما لا يدرك كله لا يترك كله فكل ما عليك هو البدء وعدم الانتظار حتى تتهيء الامور لانك بذلك ستنتظر طويلا, فعندما تبدأ ستجد الامور تسير بسلاسه و سيتيح لك ذلك سهوله التعديل حتى تصل فى النهايه لنتيجه مقبوله.

وأخيراً فإن الاراده والصبر مفتاحان سحريان للتغلب على مثل تلك المشكلات فعند عدم معرفتك بشىء ما قل ذلك ولا تلوم نفسك، ايضا .. لا تصدر ضجه عند وخزك بإبرة صغيرة.

العالم الذي أنشأناه ما هو الا نتاج تفكيرنا ، فإنه لا يمكن تغييره دون تغيير تفكيرنا. - البرت اينشتاين











أمير عيد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أمير عيد

تدوينات ذات صلة