هل تتعرض دائما للإذاء من قبل الآخرين؟ هل تشعر أنك محاط بناس تستغلك أو تخدعك؟ إذا انتبه لسلوكك فقد تكون أنت المسؤول في ذلك
لا شك أنك بينك وبين نفسك أحيانا، تردد لماذا أتحمل علاقة كهذه؟ تطرح على نفسك هذا السؤال لعلاقة تشعرك بعدم الإستقرار لسنوات، ولكن مع ذلك أنت مستمر فيها، وكثيرا ما تردد ربما بينك وبين نفسك لماذا أقع دائما في علاقات فاشلة أو أتعرض للخيانات أو الغدر أو لا تشعر بالإستقرار، حسنا ربما يكون السبب هو اتصافك بهذه الصفات:
1- لطفك المبالغ فيه مع الآخرين
2- استعدادك الدائم والمستمر لخدمة الآخرين ورفع توقعاتك تجاههم واعتقادك أنهم سيكونون بالمقابل جاهزين للتقدير وبالإستعداد نفسه الذي تمتلكه
3- دائما ما تكون شخصا مخلصا ووفيا لدرجة أنك تبقى مخلصا حتى مع أؤلئك الذين تدرك تماما أنهم لا يستحقون هذا الإخلاص وهذا الوفاء.
4- النظرة الدونية للذات والإعتقاد التام أن الحياة لا تحتوي على أناس طيبين وأوفياء بناء على تجارب سابقة.
5- لا تعرف مطلقا كيف توقف استغلال الآخرين لك، وتخشى دوما قول لا، إما خجلا أو خوفا.
6- قد تكون شخصا غير واضح مع نفسك وبالتالي غير واضح مع الآخرين فلا تعرف ماذا تريد من هذه العلاقة، فقد يكون خطأك هنا هو عدم الوضوح خاصة تلك العلاقات التي تكون بين الرجل والمرأة
7- السلبية والتشاؤم وتوقع الحظ السيء في العلاقات
8- السطحية والإندافع، فالبعض بسبب تلقائيته هو كالكتاب المفتوح يسمح للجميع بأن يعرفوا تفاصيله كاملة، فيكون عرضة للخيانة أو الغدر أو عدم التقبل من الأطراف الأخرى.
9- السطحية في بناء العلاقات وخاصة بالنسبة للشباب فهم عادة ما ينجذبون للأشكال، أو المناصب أو كريزما الشخص، دون محاول التعرف عليه أكثر
10- التعاطف المفرط، قد يأتي إليك شخص ويشرح لك ظروفا معين فيدفع للتعاطف معه وتصديقه دون أن تعرفه جيداربما لديك واحدة أو أكثر من هذه الصفات والحل،
حتى لا تكون عرضة للإيذاء الآخرين
هو أن تحدد أولا أي الصفات العشر المذكور هي صفتك، لأن كل صفة من هذه الصفات طريقة للتعامل معها وأسس، ودعني أخبرك في البداية أن التعامل مع أنماطنا الشخصية ليس بالأمر الهين لكنه ولا شك ليس مستحيلا، فتغيير صفاتك يعني تغيير نمط تفكيرك، تجاه نفسك وتجاه الآخرين، عليك أن تكون وسطيا في كل شيء لا إفراط ولا تفريط يقول الله تعالى في كتابه الحكيم ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)) سورة الإسراء الآية 29يمكنك أن تعيش تجربة بسيطة قم بها الآن، إذهب إلى أقرب صنبور للماء إفتح الصنبور ثم حاول بكل جهدك امساك الماء بقوة، حاول مرة أخرى أن تمسك الماء وانت تفرد يدك وتبسطها، إنك تدرك تماما أنك في كلتا الحالتين لن تتمكن من الإحتفاظ بالماء، وأن الحل الوحيد هو محاولة ثني اليد لتصبح مقعرة بحيث يمكنك حمل الماء عليها، وهي الحالة الوسط بين الحالتين السابقتين، وهذا بالضبط ما يحدث لك في العلاقات فالعلاقات المؤذية تأتي من من إفراط في العناية بالأخرين وتفريط كامل بحق الذات فيدفع الآخرين إلى استغلالك.
سأعطيك مثالا: حسام رجل مجتهد في العمل، يواصل تقديم خدماته للآخرين دون تردد وبكل سرور، دائم الإبتسامة، لذلك فهو لا يرفض طلب من أحد، بل يبادر في تقديم خدماته، في كل مرة كان يكلف فريق العمل بمهمة كان هو يقول سأعمل أنا على إنهائها، كان يرهق نفسه مراعاة لظروف الآخرين، شعر الآخرون أن تلك فرصة لتكليف حسام بالمزيد فهو لا يتردد في ذلك ، فأثقل كاهل حسام بالأعمال لدرجة أنه لم يعد يجد وقتا لعائلته فهو مرهق في تنفيذ الأعمال المكتبية، حتى شعر بأنه لم يعد يتحمل فقال في نفسه لماذا يستغلني الآخرين؟ والحقيقة هو من سمح لهم بذلك عندما فتح باب الخدمات على مصراعيه، وعندما تفتح باب قلبك وخدماتك ولطفك على مصراعيه فتحمل ما يمكن أن يدخل لقلبك فليس كل الناس ستقدر تلك الرحابة والخدمات ودماثة الخلق، وعلى العموم لحسام خيار واضح وصريح وهو عليه أن يعتذر بلطف عندما يطلب منه أحد ذلك حتى يتوقف الآخرين عن الطلب منه أي خدمة خارجة عن طاقته وقدرته، قد يبدو الأمر صعبا بالنسبة لشخص يخجل أو يخاف من نظرة الناس له فيقول في نفسه سيظن الناس أني متعجرف، دعني أقلها لك إنهم يتحدثون عنك على أي حال حتى ولو كنت ملكا منزلا من السماء، لذلك لن يضر أحدا أن تعتذر وتقول لا عندما تجد ان الأمر سيأخذ من وقتك وراحتك.
وفي مثال أخر: نورة إمرأة متزوجة وجميلة جدا، محبوبة في عائلة زوجها لنشاطها وذكائها وكذلك سعيها المستمر والدؤوب في مساعدة الجميع، فهي الملاذ الآمن للجميع الكل يعتمد عليها في حل مشاكله، لأنها المتعلمة والحاصلة على الشهادات العليا، لكن يبدو أنها تعيش حياة تعيسة مع زوجها فهو يخونها، كما أنه لا يقدرها، الخطأ ليس من نورة كاملا بالطبع ولكن كونها محور الكون جعل زوجها الرجل يشعر بأنه جزء مهمل في حياة نورة التي تهتم كثيرا بالأخرين لكنها في المقابل بعيدة جدا عن زوجها حتى مع قيامها بكل واجباتها اتجاهه فنجاحها مقابل فشله كان سببا يدفعه لخيانتها.لا مبرر بالتأكيد لكل من يؤذينا لكن ليس من العقل والحكمة ايضا أن نكون نحن نفتح لهم بابا لذلك،
إن ما يحتاجه الإنسان في علاقاته حتى لا يقع فرصة للإيذاء هو الآتي:
1- كن واضحا في علاقاتك أعرف ما تريد، وأعرف ما الذي يجعلك في حالة إستقرار
2- توقف أن تكون كتابا مفتوحا لكل من يمر في حياتك
3- توقع الأذى، ولا تكن واثقا ولا تكون خوانا وازن بين الأمرين
4- عندما تتعرض للأذى من أقرب الناس إليك، كن حازما في اتخاذ قرار يسعد قلبك ويشعرك بالسلام، فإما تسامح والتسامح يعني أن تنسى كل اذى وأن تلتمس الأعذار
5- لا تعش دور الضحية وكن واعيا بأفعالك وسلوكياتك فقد تكون أنت من تسبب بالأذى وليس العكس وان ما حدث لك ليس سوى ردة فعل لما فعلته أنت
6- ركز على نفسك، وخاصة النساء فهذه النصيحة الذهبية لهم، توقفي عن وضع نفسك وضع المراقب على الآخرين المطالب بالمثالية في كل شيء، وكأن الآخرين ملزمين بمبادلتنا العطاء، علينا أن نعرف ما هي واجباتهم اتجاهنا، وما هو ما نطلبه والذي قد يكون فوق طاقة الآخرين وغير مستعدين لتقديمه لنا.
7- تعلم قول لا وتدرب عليها، استخدم كلمات لطيفة، مثل:·
- كنت أتمنى لو أستطيع ذلك لكن ظروفي لا تسمح،·
- أنا أسف لا أستطيع مساعدتك·
- لو أنك طلبت الأمر في وقت سابق لربما كنت أستطيع، حتى تصل مرحلة تقل فيها بكل بساطة أنا أسف لا أستطيع وفي النهاية تذكر أنه اللطف ومساعدة الآخرين وخدمتهم من أجل الأعمال وأروعها، لكن لا تساعد وأنت غير مستعد للمساعدة، لا تمنح وقتك وهو أغلى ما تملك وتجعله هبة لكل شخص مر عليك، قدر ذاتك، لا تحملها ما لا تطيق، ابتعد عن السلبية والتشاؤم فلا زالت الدنيا بخير
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
انا سعيد جدا بماقرأت شكرا من القلب واتمنى لك التوفيق
شكرا
اعجبتنى جدا ومناسبة لهذا العصر الذى نعيشه