نظننا ناجيين ، لكننا في حقيقة الأمر نحاول دائمًا النجاة من شيء -كجميعنا-، نجونا من طفولتنا و من ذلك الوحش الذي كان يرقد كل ليلة خلف باب الغرفة..

نجونا من صبانا و من كل قرار أهوج كان موثوق بطيش قلوبنا، و نحاول أن ننجو من شبابانا بهذين القلبين، لعلهما يبقيان سليمين..


يحدث في أيامنا هذه ان نسوق إليها آمالنا وبسمتنا, وخلفنا ما نواريه من مفقوداتنا، وأخطائنا عن الناس، نختلق قصصًا رنانة كي نحجب ما بداخلنا عمن نحب.

صنوف كثيرة من التية والخوف تنبت على جدار روحنا، لتتصل بخطوة جديدة لأعمى، يعتقد أن كل شىء يحدث "له" يسلب صوته، ويعيده إلي دائرة عدم الأمان بأحاسيسها: (الفشل، الخزى، عدم التقدير، الخيبة، الإسراف على النفس) فلا يلبس إلا ليفزع خائفًا من لجج الحياة ..


تجمعت كل هذه المشاعر الثقيلة فى ذهني، وأنا أفكر فى سؤالك لي:كيف السبيل إلي التعافي من ذاك التيه؟

حينها لم أجد إلا أنني اتجه إلي سريري؛ لتحتويني وسادتي الفقيرة؛ لأفرغ كل تلك المشاعر الحية بداخلي، فتعبر فى أزقة روحي لتجعلني أفكر في آلية سريان نهر التعافي، كمحاولة لإيجاد صفة لقلبي به!

رغم أن نصي هذا مليء بالخيبة، إلا أنني أريد أن أتعلم كيف أصحو؟كيف تعود خطواتي العمياء منقحة من ذاك الصخب؟!


إن ترك عقلية الضحية أمر مخيف!، فلا أعذار موجودة، أنا "فقط" مجبرة على خلق مساحة التواجد، أمر مرعب لكنه مريح !

فهو لا يتعلق بتهدئة زوارق الأفكار بداخلي، بل بخلق مساحة بينها حتى أتمكن من رؤية ما أتجنب، وطريقة تفكيري فى أى أمر، بإمكانها أن تجعلني عالقه أو تساعدني في الكشف عن كل ما هو مجهول.


وبالحديث عن المجهول، لا يهمني أن أحلل سنوات حياتي الماضية، لأعرف عن من حولي!

فالخوف يا صديقتي يتعلق بشأن سوء الفهم من معرفة من نحن! , فمعرفة من نحن يجعل الأمر أقل أهمية لفهم كل ما حولنا.


ولن أعير اهتمامي لتشخيص ما أمر به، فهو غير مهم بالنسبة لي، كل ما أعرفه أن جسدي ليس في حالة توازن، ورسائلي هذه ما هي إلا دعوة لإصلاح مشاكل أساسية، استمرت لفترات طويلة.

ها قد حان الوقت لأمارس التعلم، والتخلي عن قصص موت نسخة جزئية من ذاتي، وسأستمر فى التكرار، حتي تصبح هذه الممارسة نظامًا، والانضباط يصبح ثقة، ليأتي يوم وأن أنظر فيه إلي المرآة وأري أن هذا الشخص لم يكن "مصنوعًا"، هذا الشخص قد خلق بحب وثقة.


أخاطبكِ إنسانه لأني اريد أن أكون النسخة الحقيقة من مضمخة ذاتي،لأني اعلم أن إنسانيتي لا تمنعني من الخطأ والضعف، والأمر كله يتعلق بتهذيب النفس، وها هى رسائلي لأبحث كل هذه المعانى بداخلى، لأكون نموذجى ولحن تجاربي الخاص .. ولأبوح لربى بما ف قلبى بما يعلم من أمرى ونصبى فهو أعظم وأكرم




لا اعلم ماذا سيكون التالي منكِ!

لكني سأنتظره .. كما أريده !

مؤنسًا لقلبي



كوني بخير


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ماشاء الله

إقرأ المزيد من تدوينات عَلْياء حامِد كَرَم (الأترُجة)

تدوينات ذات صلة