عَزِيزتى إِيزِيسْ . . كَيْفَ حالُكَ ؟
قضيت الفترةِ الأَخيرَة انتظر الرَّبيع محْملًا بِرِسالةٍ مِنْكِ , حَتَّى و صَلنى عَطاءَكِ ليلة أمس ، ففرحت كثيرًا بالوسادة الجديدة ، لكنى تعجَّبت حِينَ وجدت قلمًا و دفترًا منسوجين لِي بِأَبجدياتِ حُروفِك :
- أَلْفٌ . . أَشعلِي حروفك كمحاولَةٍ للتعافي والتغيير
- زَاى . . زادك فى التعافى هو التجَذُّرُ بِنفسك لتكسبى وُدِّها ، حتى تصلى لأعْماقِها فتتخلصى من الْأَحجِياتِ القديمة .
- يَاءٌ . . يَئِدُ القمر لك كل ليلةٍ قبل نومه ، فتأملى ذاتكِ فيه كلوحةٍ عتيقةٍ حجبها غُبار التية .
- سِينْ . . سابقي الليل فى التأَمل والبحث فى تلك اللوحة ، حتى تجدى ثلما يعبرُ بكِ إِلى أزِقَّتِهَا ، حيثُ أَصلُ توالدِ الْأَحجِيات .
أنهيت القراءة و ركضت إِلى سريرى أفكر ، فلم أعد أملك صوتًا لتلك الصحوةِ التى تطلبيها منى على ضوء ذلك القمر ، فطالما جلسُت فيه وحيدةً بقلبٍ أخضر ، تمنيت لو أن هناك صَديق يسمعنى ، أو أن أجد من يخفف عنى إِسرافي على نفسي ، كنت هُناك وحدي يا إِيزِيسْ ، مُحَملةٌ بالخيبة ، فليلي لا يزوره أحد سوى قمرٍ بعيد ، أنثر على بياضِ نجماتِهِ إهتِيَاجٌ و اتِساعُ مشاعرى ، حتى تلطخ يدى بماءِ الحبر ، فكتنفها السطور بأَحجار دموعى الثقيلة ، لأدفع إِثم اللآلام !
فهل يمكنُ لروحى أَن تُوَقّعَ على أبجدياتِ حروفك لتبدأ من جديد ؟
هل تجدى تلك المحاولة لتعبر بداخلي رغم كل شىء ؟ !
فمازلت أحلم أن أجد معقلًا وسط هذا التّيه يَا إِيزِيسْ !
هذا التّيه الذى كسانى بالألمِ و جعلنى لا أرتضى قبوله أو احتضانه وفهم رسالته ، فأهجع لرفضه بالهروب منه أو أن أَصبح الإِنسان الذى لا طالما كرهت أن أكون !
أَااهُ يَا إِيزِيسْ فماذا بعد ؟
اقترب موعد سُكونِ القمر ، لكنى أَعدكِ أن أحاول !
أحاول الإِبحار فى زوارقي ليلًا بحثًا عن مواجدةِ قلبى ، و السير على نهج حروفك لأَطلق لوعتى فى سَاعات الضيق ( إِلَى إِيزِيسْ ) ، لتكونى أيتها الحسناء شعارى لأَلْج بذاتى إِلى نور باريها ، إِلى الشافى و اللطيف .
لتكونى شعارى للأَلم حيث وَصَبَّى لذاتى الصادقة ،و معينتى فى رحلة التغيير و التعافى ، و فنارتى ليهدينى لما أحتاجه بشكلٍ حقيقى .
فسأَكتب لأَجل أن أجعل من كلِ حرمان لقلبي اليتيم وصال إِليه ، و سأختار طووعًا أن أحرر ذلك الجزء المتأَلم بقلبى لمواصلة نموه و إِشباعِ احتياجاته بوصاله ، و سأَغوص فى ثناياه لأُعيد دمجه مع نفسى مرة أخرى .
فاسأل اللَّه أن ينعم عليّ دوام الوصال ، و ألا يغلق لي بابك وصالك أيدتها الحسناء ، عسى أن نجد ترياقنا مَعًا .
شَشْشِشْ . . سَكَنُ القَمَر
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
Very beautiful❤❤