حَسْبِي أنَّكَ البَرُّ المُنعِمُ اللَّطيفُ الخَبيرُ، حَسْبِي أنَّكَ عَلِيمٌ بِدمُوعِ الضَّنكِ والتعبِ والسيرِ، حَسْبِي أنَّكَ رَبِّي!
حَسْبِي أنَّكَ عَلِيمٌ بِمَا يَخْفَىٰ، عَلِيمٌ بِمَا يَهْجَعُ خَافِقِي، عَلِيمٌ بكُلِّ نَائِبَةٍ ولَفْظَةٍ نَزْفٍ، حَسْبِي أنَّكَ البَرُّ المُنعِمُ اللَّطيفُ الخَبيرُ، حَسْبِي أنَّكَ مَالِكُ فُؤادِي وأَنفَاسِي، كُلّيّ بَيْنَ يَديْــكَ، ومآلِي ومَصيْري مِنْك وإِليك!
حَسْبِي أنَّكَ عَلِيمٌ بِمَا يَخْتَلِجُ الفُؤادَ ومَا يُكابِدُهُ، مُحيطٌ بِمَا لَمْ نُحِط بهِ خُبْراً، تَعْلَمُ أَنْفاسي المُنهكةِ المُحاولةِ المُطارِدَةِ، عَلّها تَجِدُ ارتواءَ ظَمأِها فِي سَيْرِهَا، عَلَّ صُدفَةً أَو مَوقِفاً تَرى بِهِ اطمِئنانها.
حَسْبِي أنَّكَ عَلِيمٌ بِالنَّوايا والمَقاصِدِ والغَاياتِ، إليك أكِلُ أمري كُلَّه، يسيره وعسيره، خيرهُ وشره، علانيّتهُ وسره، حَسْبِي أنَّكَ عَلِيمٌ بِدمُوعِ الضَّنكِ والتعبِ والسيرِ، عَلِيمٌ بضَعفِي واضْمحلالِ قوّتي، بعَجزِي وكَسَلي، عَليمٌ بندوبِ هذا القَلبِ. حَسْبِي بأنَّكَ مُقدّرُ الحَيْاةِ بِكَدَرِها وكَدّها وتَعبِها، تُعطي وتَمنعُ بعلمِكَ وقُدرتِكَ، فَعطاءكَ مَنعٌ ومَنعُكَ عَطاءٌ! يَصطَبِرُ الفُؤاد بأنَّكَ رَبّهُ و حَسيْبَهُ، رحمنٌ رحيمٌ كريمٌ، حَسْبِي أنَّكَ رَبِّي!
فاللهُمَّ أقِل عِثارَ المُحاول السّاعي، خُذ بِيَدي أخذ الكرام، آمِن وَحشَتِي وآنِس فؤادِي، ومَكّن خُطاي وقوّني بِكَ وَحدَكَ ولَا تَكلني إلى نَفسي طرفة عَين.
حَسْبِي أنَّكَ رَبِّي!
حَسْبِي أنَّكَ رَبِّي!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات