نظننا ناجيين ، لكننا في حقيقة الأمر نحاول دائمًا النجاة من شيء -كجميعنا-، نجونا من طفولتنا و من ذلك الوحش الذي كان يرقد كل ليلة خلف باب الغرفة..

نجونا من صبانا و من كل قرار أهوج كان موثوق بطيش قلوبنا، و نحاول أن ننجو من شبابانا بهذين القلبين، لعلهما يبقيان سليمين..


عزيزتي شمس .. كيف حالك؟

أشتقت لكِ كثيرًا، ولحديثنا عن التعافي، خاصة في وقتٍ أعاني فيه من تزايد المهام والعمل، واحتيالي الأعمي للهروب من كل هذا بالمزيد من الإندماج فيما ينبغي أن أفعله، دون النظر لعافية ذهني وبصيرة قلبي.

لكني أستيقظت اليوم وأنا أشعر أن المسارات من حولي مفككه وهشة، وأدائي أصبح ضعيف جدًا، كأني أشتاق لسياق هادىء وفعال، بعيدًا عن كل ثرثرة الأمور حولي، الموضوع أشبه بصحوه لليقظة، مزيد من الحضور الكافي في لحظتي الحالية.


جلست لأفكر كيف يقاس الأداء، لأري ماذا يحدث لي!

لكن صحوة القلب على مساراته أمر مخيف!

بمجرد أن يُرفع الستار، تري الكثير من الخلل!، وبالتأكيد أن المسارات من حولنا انعكاس لما بداخلنا،..

إنها مرآة لنا.

هذه المشاهدات وقراءات اختلال المسارات بيقظه وتفسير، فرصة للبصيرة يا شمس، لكنها تؤلم في البداية كثيرًا، وليست بالأمر بالسهل، وهنا يكمن التحدي بالنسبة لنا !

وهو أننا نتعاطف مع أنفسنا لنختبىء من مرآتنا، لنتجنب أن لدينا سمات سيئة ومصابة، وكأن أمام هذه المرآة حارس نرجسي من ذاتنا، جزء مفقود من طفلنا الداخلي، يرفض أن يري نفسه غير كفء، كمحاولة منه للبقاء .... لكن إن تغلبنا عليه، وتعمقنا في تلك المرآة وبقية تفاصيلها، نري أجزاء أخري محبه التي هي طبيعتنا الحقيقية!


الحمدلله الذي وضع لنا وقود الاستعانه به؛ للحضور بالدعاء لتوجيه أستيعابنا للحظه الراهنه، واستبصار تلك الحالة القائمة في مرآتنا، للتعبير دون خجل عما نكون حقًا بأجزاءنا المصابه والحقيقة، فأن تكون إنسانًا يعني أن تمتلك مجموعة متنوعة من الهدب المضيئة والمظلمه، والقبول الحقيقي للذات هو رؤية كل هدب المرآة.

لذلك بمجرد أن نتغلب على هذا الانزعاج، تصبح دعوة لنا للتخلص من تلك الأنماط والسلوكيات والمعتقدات الأساسية التي تجلب الكثير من المعاناة إلى مسارات حياتنا وتحيل بيننا وبين ادائنا المرجو . .

دعوة للتقرب من جوهرنا، لرؤية البراءة في نفسنا وفي الآخرين.


ماذا عنكِ وعن تحدياتك الأخيرة مع الاستبصار والأداء ؟


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عَلْياء حامِد كَرَم (الأترُجة)

تدوينات ذات صلة