ترجمتي لخاطرة من عمل الكاتبة Ren Endnalig من "On Her Own Galaxy"

"أهلا، لمَ قمت بالاتصال بي؟"

الساعة التاسعة والنصف مساءً عندما بدأ هاتفي بالرنين. أنا متأكدة أنه لم يكن يتوقع رداً على المكالمة، نظراً لمعرفته أنني غالباً ما أكون منشغلة بأعمالي الروتينية، أو على الأقل يعلم أنني أكون نائمة بحلول هذا الوقت. لقد اعتدت أن أبقي نفسي منشغلة لكي لا يشتتني أي شي، ولكي لا أضع في رأسي أي أفكار غير مجدية.


لكن هذا على وشك التغيير، ربما ليس بمقدار مئة وثمانين درجة، إلا أنني أحاول فهم بعض الأمور. لا زلت قدر الإمكان أحاول أن لا أُغرق نفسي في الوحدة، أن أبقي رأسي خارج الماء أن أمد يدي طلباً للنجدة، فلعلّي أجد من يساعدني وينقذني من هذه الأمواج المتلاطمة.


وجدته هو… الذي شهد فوضى قلبي وعواصف عقلي منذ اليوم الأول. لقد جعلني أدرك أن هناك أشخاصاً بإمكانهم سماع بكائك وحزنك المخفي وراء ضحكاتك العالية، وحتى بين صمتك، هناك من يستطيع رؤية آثار دموعك ويحاول قدر الإمكان أن يبرز ابتسامتك المشرقة… هو الذي يستطيع تمييز الحزن الكامن في عينيك… والذي يرى كم أن كتفيك متعبان من حمل الكثير، حتى أنك عجزت عن معرفة ما إن كنت تستطيع حمل أكثر من ذلك.


"هل أنتِ منشغلة؟ لماذا لا زلتِ مستيقظة؟" أعتقد أنه فكر جيداً في الكلمات المناسبة لهذا السؤال، ربما ليحصل على جواب تامٍ مني.


"ليس تماماً، بالإضافة إلى أنك عندما اتصلت كنت على وشك النوم"، قلتها وأنا أرتب وسادتي وغطاء سريري، مسندةً الهاتف على كتفي.


"لماذا؟ هل هناك شيء تود التحدث عنه؟" أضفت.


كل ما أسمعه هو صوت أنفاسه على الطرف الآخر من الخط، ربما كان يفكر فيما يريد قوله لي.


كم اشتقت لرؤيته وهو يفكر بعمق وجدية وهدوء، عندما يكون عقله في مكان آخر، لكن مظهره البريء يبقى غير متأثر، أجده لطيفاً في تلك الحالة.


"لا بد أنك تريد قول شيء ما، كلي آذان صاغية"، أكملت منتظرةً رده.


"ربما يبدو هذا عشوائياً…" قال.


"أنت تعرف كم أكره هذا التشويق"، قمت بتذكيره.


"متأسف على ذلك"، قال ضاحكاً بصوت عالٍ.


"فقط قلها، أنا أستمع"، أجبته.


أخذ نفساً عميقاً وقال: "أنا فقط ممتن جداً…"


شعرت أنه مبتسم، لا أعرف لماذا، ولكن يبدو أنني واقعة جداً في حبه، فرغم أننا لسنا معاً الآن إلا أنني أستطيع بدقة معرفة تعابير وجهه.


"ممتن ل...؟" لكني ما زلت محتارة لماذا قال إنه يشعر بالامتنان. "لا أعتقد أنني قدمت لك أي خدمة!" أضفت.


"لقد فعلتِ"، قال على الفور.


"لوجودك بالحياة… أنا سعيد بلقائك، سعيد بأن سنحت لي الفرصة معرفة أروع وأجمل إنسانة، وهي أنتِ…"


لقد كان ذلك مفاجئاً جداً بالنسبة لي؛ كانت تلك أول مرة يقول لي أحدهم إنه سعيد بوجودي. لم أكن أتخيل سماع هذه الكلمات، كان ذلك مديحاً لم أعتد سماعه، لكن ربما أستحقه…


"... شكراً لوجودكِ"، أكمل.


"ش... شكراً لك أنت"، قلتها بحماسة وأغلقت الخط، لم أفعل ذلك هرباً منه، بل لأن كلماته جعلتني أدرك أن في هذه الحياة أموراً تستحق أن نعيش من أجلها؛ أشخاصاً يرون فيك الجوانب المشرقة التي لم تعتد رؤيتها في نفسك، يساعدونك على إعادة بناء هذه الثقة ويأخذون بيديك إلى برّ الأمان…


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أحببت ذلك ، وجود شخص بجانبك يفهمك ويحترمك يعلم حزنك وفرحك دائما يحاول
اسعادك ليرسم ابتسامة على وجهك وفرحة تسعد قلبك والكثير من تفاصيل التي تثبت أنه شخص جدير وأهل لذلك الحب ومثل ما قال جلال الدين الرومي
عندما تبحث عن الحب من كل قلبك سوف ترى صداه في كل الكون

إقرأ المزيد من تدوينات عائشة أحمد

تدوينات ذات صلة