للحياة الجامعة والتخصص الجامعي أثر واضح يبقى يلازمك طوال حياتك.

تخصصي الجامعي هو علم الأرض، اخترته بالدرجة الأولى لأنني أحببت أسلوب معلمتي التي درستني هذه المادة في المرحلة الثانوية، كانت هذه المعلمة تثير فيني الفضول لمعرفة ما تُخفي الأرض من أسرار، كانت تطرح المادة العلمية بأسلوب مشوق وبسيط مما جعلني أحب هذا التخصص.


إن شغفي بعلم الأرض جعلني لا أتردد وأنا ادونه كأول اختيار لي في قائمة التخصصات في طلب الالتحاق بالجامعة، شعرت بأنني سأبدأ رحلة كلها متعة وإثارة.


أتذكر أيامي في الجامعة، يومي الدراسي كان يبدأ في الثامنة صباحاً وينتهي في السادسة مساءً يوم طويل وشاق نعم لكنه لا يخلو من المتعة، أتذكر حصص المعامل والأداء العملي وتعاملنا مع عينات من الصخور والأحافير التي طالما اعتبرتها كنوز لا تقدر بثمن، أتذكر رحلاتنا الميدانية في الجبال والسهول نحمل المعاول ونحتضن الخرائط ننبش في الأرض ونملئ الأكياس البلاستيكية بالعينات لدراستها في المختبر.


ومن أجمل الكنوز التي عثرت عليها في تخصص علم الأرض صديقات الدراسة، صديقات العمر الصديقات اللاتي عشت معهن أجمل الأيام فهدفنا كان واحد وهمنا واحد وفرحنا واحد.


الحياة الجامعية حياة من نوع آخر، فيها نتعلم أبجديات الاستقلالية وتحمل المسؤولية والكفاح والمثابرة ويجب علينا أن نتقن هذه المهارات جيداً لأننا سنخرج من الجامعة بعد ذلك لحياة أكبر والتي لن نستطيع النجاح فيها إلا بما تعلمناه في الجامعة، لا أقصد المادة العلمية إنما أقصد المهارات الحياتية الأخرى التي تعلمها لنا الحياة الجامعية.


أتوق جداً لمقاعد الدراسة ولو قدر لي العودة سأدرس الماجستير في العلوم البيئية وهو جزء لا يتجزأ عن علم الأرض فشغف اكتشاف الأرض مازال يسكنني.

تقول صديقتي الجامعية: " لو لم أكن طالبة في تخصص علم الأرض لتمنيت أن أكون كذلك". وأنا كصديقتي لا أتخيل نفسي في تخصص آخر.


شعاع
إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة