يا رَفيق هُناك سُؤال ابحَث له عن اجَابة، مَن تكون دَقيقة المَعالم ذات الخَصر الرقيق؟

تَمُرُّ خُطة التَنكُّر بِسَلاسَة بَعد مُحاولة اقنَاع فِي الذِهاب إلى لِقاء عَاطِفي فَريد النَوع مِن نَاحِية، أمَّا مِن الأُخرى فوجُود اللِسان السَليط بالجِهة المُقابلة سبّب في تعكِير المَزاج وتَصعِيب فِي البُروتوكول المُتعاهد عَليه عِند لقَاء على حافّة مليئَة بالأسوار الواقِية في مَكان رومانسي يَتصارع فِيه ضَوء القَمر مع أشعَّة الشمس، ليلاً ونهاراً، يَبُوح المَكان عفوياً ويَنطِق الرصِيف همساً بِكلام غير مَفهوم لكنَّ لغة الجَسد واضِحة والغُرور لم يلتزِم الصَمت.

مَن تكون دَقيقة المَعالم ذات الخَصر الرقيق؟ مُعجزة مَا حَدثت في الطريق العَابر بعد الوقوف عِند "دكّانة" سقفُها خَشبي وبالربِيع المُباشر من العمر، في الداخل هُناك رف يَجمع المَاء المَغلي مع النَبيذ المَحلي ولا مَشروعية في الحُكم على ذلك، شَخص لِمفاوي يُفاوض على شِراء مظلة حمراء والبائِع يرفُض المَبدأ، تِلك الشَفافية والوقت المُهدر للسُؤال عن مَهبط في المَكان او ما يَسدُّ الرمق هي ليسَت سُخرية، فكِلاهُما دلالة على الطريق المُؤدي الى الآنِية.

أسبَاب كثِيرة جُلّها غريبَة المَلامح من تَظهر في كُل مَكان، هُناك الكَثير من الكِتمان بينَما ضَامرة البَطن عارِية، أمَامي بعض مِنهم لكن لم أجد من يَشبهها، كم أنا عَربي، ارتعِش مُجدداً وتجري لهفة على ما فَات من دقائق مَعدودة بَعد مرور مَركبة كانَت قريبَة جداً ان تصطدِم بي وانا في غايَة التأمُّل، كم هِي لحظة عذراء ودافِئة، شيء مَا يحجِب أشعَّة الشمس عن الرمَال البَيضاء، ترفض أيضاً الحَواجز المُرجانيَّة المِعيار لكنَّ بعضاً من الأعشاب تَحظى بِعلاقة شفَّافة تربُطها أجسَام أخرى في مُحاولة الحُصول على الدور الرئِيسي للتصدر بالاستعراض أمام المارَّة من البَشر.

اقتَربْت كثيراً من المَكان، انّها دقيقة المَعالم تَجلس أمَام الكثير من السَلاحف الجَديدة هُناك، لون وثقافة مُختلفة، لن تُعجَب بِهم، الحَمدُ لله، بل اعجِبَت بالأسمر العربي، هي قَالت لِي عِندما اجتَمعت بِها تَحت أشجَار النخِيل الهادِئة، لِقاء تَعارف وافصَاح عن المَشاعر، غرضه ليس فقط قِسط من الراحة أو ممارسة بعضاً من الحَياة الصاخِبة، البيئَة عُذرية بَحت والجو هادئ، طلبَت مني ان احضِر القلِيل من الحَياء بعد ان نطقت لها "يا حَبيبتي"، وانا فِي طريقِي الى الدكّان مَرة أخرى، اذ بالغَريب يَقترب مِنها وينظر مِن بَعيد، لتِفادي المشكِلة قرَّرتُ العَودة والتوجه له منادياً: أيُّها الغريِب من امرك، تُنافِسني على ما أعشَق فِطرةً ولن تُحدِّد البَوصلة كمَا فعلت انا مِن قبل، مِن كل الشواطِئ اختَارت أسمَاك الدلافين بُقعة تَجمعهم مع البَشر، هُنا بَيني وبَينَها حِكايَة، لم يَمنعنِي مَن يَترصّدها مِن أسمَاك القرش مُنذ زمن، لم يَفهم الَّا بلغة الجَسد ولا أعلَم لِماذا؟ ربَّمــــا تَعويذة مُعلقة كُتِب فيها ان حَبيبتي قوية ولا مانِع لديها من رؤية بَعض المَزيج عِندما يقتَرب الأمر من الرقص فقَط لنحافِظ سوياً على تقالِيدنا الريفية العتِيقة ويَبقى ما بَيني وبينَها دائِمٌ للأبـَــد.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة