ما بال قلبك يا فتى قد حار مسلكه، ألا تُحاوِل ردّ بَوْصلَته إلى وِجهته الصحيحة مرة أخرىٰ؟
﴿اعلَمُواْ أَنَّ اللهَ يُحيِ الأرضَ بَعدَ مَوْتِها﴾
تخَيّل معي: أرضٌ قاحِلة، جَدبـاء، يابِسة، يائسة، لا فيها تعميـر، ولا صالِحة لشيْء .. أرضّ ميّتة!
ثُم يشـاء الله .. أن يبُثّ فيها الخضرة من جَديد، أن يُحيِيها ويُعمّرها بفضله وجوده.
تخيّلت جيدًا؟
الآن؛ حوِّل وِجهتُك إليْـك .. إذن؛ ما بالُك لو كان هذا قلبُك؟
أصابه العَجز من هُجوم الرّانِ عليـه، بالكَاد يُصلّي الفرائض وينتظِر متى ينتهي منها.
استَحوَذ عليْـه اليأس والبأس، قلبُه ماتَ وهُوَ حيٌّ، لا حوْل لهُ ولا قوّة.
ثم يأتي غَيثُ البُشرى؛ بأن اعلَموا .. أنّ الله يُحيِ الأرضَ بَعدَ مَوْتها.
يُحييِ قلبك بعد موته فيَخشَع، ينقِذ روحك من شتاتها فتهدأ، يُلهِمك فِكرة فتستغِلّها لمرضاته، يصطفيك للخيْر .. فتستوعِب أن هذا ليس باختيارك، إنما هو محض توفيق! وهذا سوف يُرَمّم ما هُدِم، سوف يُزيل الران من على قلبك.
لِتَتساءَل .. كيف لقلبي أن يحيا من جديد وقد خَرِب من الذُنوب؟
يا حبيب .. اسمع إلى قول الرب تبارك وتعالى: ﴿أوَمَن كانَ ميْتًـا .. فأحيَيْنـاه﴾
انظر إلى هذه الآية، واستشعِر أنها تُخاطِب قلبك.
بل بعد أن يُحيِيَه الله قال أيضًا: ﴿وجَعَلنا له نورًا يمشي به في النّـاس ...﴾
قلبٌ كاد أن يموت، عُرِّضَ لإنعاشٍ مُتكرّر، فأصبَح ذا وضاءة، ذا نقاء، ذا جمال!
أيّ اصطفاءةٍ عظيمةٍ تلك!
نعم .. أولئكَ الذين أرَدت؛ غرست كرامتهم بيدي!
جعلنا الله منهم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات