هي مجموعة من الرسائل إلى تلك التي أحبها من أعماق قلبي، إلى أول حب وأخره، إلى الأحرف الأربع التي بسببها أصبحت طفلًا أمامها ولكنها في الأخير لا تُحبني.

الرسالة الرابعة:- "أول شتاء والوشاح"

"بعد ساعات، سيدخل أول شتاء في العام الجديد، أول شتاء سويًا، لا أعلم لِمَ يعطي الناس اهتمامًا كبيرًا له! لِماذا يخرجون إلى المراكز التجارية، و"الكافيهات"، ويشترون الأطعمة والأشربة؟ وكأن العام الجديد هو ولادة حياة جديدة لهم، حياة بدون هم ومشاكل وحزن ومعاناة، حتى أصدقائي -الذين أحسبهم من عقلاء القوم- قد خرجوا إلى المقهى للاحتفال بالعام الجديد! ولكن دَعْكِ من كل هذا الهراء، دَعْكِ من الناس وأصدقائي، ماذا عنكِ؟ تُرى ماذا تفعلين الأن؟ هل ذهبتِ إلى الخارج تتسكعين مع أصدقائك الحمقى؟ أم تستلقين على سريرك أمام المدفأة في محاولة لمقاومة رياح يناير الباردة؟ أم أنكِ تستعدين لقراءة رسالتي المُهنئة بالعام الجديد؟ نعم فلقد انتهيت للتو من كتابة رسالة تفوح منها أبجديتيّ المعجونة بالحب، فانا لم أخرج مثلهم، ولا أبالي لرياح يناير السخيفة، كل ما يعنيني هو أنتِ، أنتِ وفقط، أنا الأن على وشك إرسال رسالتي ثم أخلد إلى النوم، ولكن وددت إخباركِ بشئ اختلسته فيكِ خفية، لقد كنتِ ترتدين اليوم وُشاحًا جميلًا للغاية، والسلام ختام"

الرسالة الخامسة:- " حبيتك تنسيت النوم، ويا خوفي تنساني "

"كيف حالُكِ في مساء يوم جديد، مضى يومان منذ أخر حديث بيننا، توقفنا عن مراسلة بعضنا البعض في تلك الفترة وها نحن نتسامرالآن، أتمني أن يعود هذا التجاهل إلى فترة الامتحانات العصيبة وليس تجاهل مقصودًا، أنا لن أطيل الحديث، وددت فقط إخبارك بأني كنت أفكر فيكِ بالأمس القريب.فلقد جلست في شرفة غرفتي ليلًا غير مباليًا لرياح أواخر يناير اللعينة، أحتسي قهوتي المُرة التي تُحليها ذكراكِ، وأفكر فيكِ وفي أخر حديث بيننا، وأدندن مع فيروز "باشتقلك لاباقدر شوفك ولاباقدر أحكي، باندهلك خلف الطرقات وخلف الشبابيك"، وتمنيتُ لو نظمتُ قصيدة كتلك لتغنيها فيروز بصوتها، أو كتبتُ كتابًا خصيصًا لكِ، لكنني لست شاعرًا نابغًا، ولا كاتبًا متمرسًا، أنا فقط عاشقٌ هائمٌ متخفي في هيئة صديق، أُحدث النجوم عنكِ، وأخبر الكواكب عن حمرة وجنتيكِ، وابتسامة عينيكِ الكستنائيتين، وبريق أسنانك.....أخبرتهم لو يعرفون ثقبًا أسودًا أعود بالزمن، إلى دافنشي أو فان كوخ، أخبرهم أن في المستقبل سيكون هناك فتاة تسحرالناس بجمالها، أو سيظن أهل الأرضِ أنها ملاك من السماء قد هبط، وأطلبُ منهم أن يرسموكِ كلوحة تاريخية يسجلها الفن في تاريخه، ولأول مرة أتمنى أن أكون فنانًا عظيمًا لأرسمكِ في حزنكِ أو عندما تبتهج أساريرُكِ، ولكنكِ هنا.....هنا مرسومة في لوحة قلبي بريشة حبيّ يا صديقتي.صديقتي، نعم أنا غارقٌ في بحر حبكِ، ومقاتلٌ وحيدٌ في معركة رضاكِ، ولكن حان وقت النوم الأن، لقد قضيت أيامًا صعبة وبقيت مستيقظًا وأخباركِ بعيدة عني، الوداع.""حبيتك تنسيت النوم، ويا خوفي تنساني، حابسني برات النوم....أنا حبيتك حبيتك"

الرسالة السادسة :- "موعود بعيونك، أنا موعود"

"أهلًا عزيزتي، كيف حالك في آخر ليلة من ليالي شتاء يناير المكفهر، أمازلت تقاومين لسعة البرد؟ أمْ يُدفئكِ حبي لكِ؟، على كلٍ لقد مضى وقت طويل منذ آخر لقاء بيننا، وها أنا أتطلع إلى منتصف فبراير لأراكِ مرة آخرى.أتعلمين؟ في أخر لقاء جمعنا وددتُ لو احتضنتُكِ وضممتُكِ إلى صدري المضطرب برؤيتك، احضُنكِ واضُمكِ بقدر ما سأغيبه عنكِ، لكن أُصَبِّر نفسي بصورتكِ، وأنيّ سأستَخلِصُكِ لي في يوم من الأيام، ووددت بالاعتراف بسرٍ خطيرٍ فأنا أعلمُ أنكِ تحبين الاعترافات خصوصًا إذا كانت ليلية.إني أعشق عينيك الكستنائيتين يوم رأيتكِ في المدينة البعيدة عن موطني، أعشقها حين تبتسم، وحين تفكر، وحين تبكي، وحين تهرب من نظراتي....وحين تحب، وعلاوة على أنها سبب إعجابيّ بكِ، فأني لم أستطع منع نفسي في التفكير فيهما في الليالي الماضية، ولا في التفكير في لمعانها حين أرى نفسي أو أصدقائكِ فيهما؛ مع كل السلام والقبلات لعينيكِ يا صديقتي، موعود بعيونك أنا موعود....اتذكرتك.....واتذكرت عيونك.....يخربيت عيونك ...شو حلوين "

الرسالة السابعة "في انتظار غودو"

" استيقظت ظهيرة اليوم، كالعادة في مزاجٍ سيئ والذي بدأ معي منذ فترة العزل المنزلي، تستحضرني مقولة أحدهم "صباح يوم جديد، ولا أعلم كيف أستطعت الصمود ليوم آخر في هذا العالم"، لوهلة تمنيت أن يكون هذا الفيروس بشرًا لأقتله لأنه منعني من رؤيتك أنتِ وعينيكِ، ولكن في هذا المزاج السيئ فأنا لا أبالي....اعتدت ذلك المزاج منذ فترة كبيرة، حتى أني نسيت عالم البشر، ولأول مرة أنسى حبي لكِ، لقد مرت ثلاثة أيام على أخر حديث بيننا، سأخبرك سرًا، لقد كان حديثنا الفترة الماضية فاترًا حتى أنني خفت أن يكون قد أصاب حبي الفتور، أو أنكِ مللتِ مني، مضيتُ الساعات حتى حل الليل، أجلس على هاتفي بلا هدف حقيقي، لا أرد على رسائل أحد، تركتُ واحد وخمسين رسالة بلا رد، حتى راسلتيني أنتِ، ارتعشت يداي في بداية الأمر، أسرعت بالرد، لقد قلتُ أني لا أرد على رسائل البشر ولكن لم أقل أني امتنع الرد عن الملائكة، تحدثتِ معي، علمتِ أن حالي لا يسر، دارت بيننا أحاديث عدة، انتهت بأجمل رسالة تلقيتها في حياتي "أنت أحد أقرب الأشخاص إلى قلبي".....ذلك الفؤاد في صدري ثار ثورة بركان خامل لمدة ملايين السنين، قالتها...نعم بطريقة غير مباشرة ولكنها قالتها، تبدل حالي، ابتهجت أساريري، قفزت في غرفتي وبدأت الغناء، أنا لا أصدق ما أراه وأسمعه، كيف لكلمة من شخص أحبه قادرة على فعل ذلك بي، أنا المتبلد المشاعر والأحاسيس الأن أُعلنها أني وقعت في الفخ الذي حذرني منه عقلي، إنه لأجمل فخ رأيته في حياتي، عاد ماء الحياة إلى قلبي بكلمة غير مباشرة، فما بال قلبي إن ذكرتها بطريقة مباشرة، ولكن كعادة العقل لابد أن يفسد عليّ الأمر، أخبرني أن الطريق ما زال طويلًا، ربما لا تقصد بتلك الكلمة شيئًا، لا تعلق نفسك بالأشياء الفانية، أخشى أن يكون حالك كحال "فلاديمير" و"استراجون" عندما كانا في انتظار غودو الذي لم يصل أبدا، يا صاحبي لا تكن مثلهم لا تنتظر الحب فهو ربما كغودو لن يأتي أبدًا"



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبدالرحمن لطفي

تدوينات ذات صلة