هي مجموعة من الرسائل إلى تلك التي أحبها من أعماق قلبي، إلى أول حب وأخره، إلى الأحرف الأربع التي بسببها أصبحت طفلًا أمامها ولكنها في الأخير لا تُحبني.

الرسالة الثامنة " ربما لم يكن شيئًا مهما لكِ، لكنه كان قلبي ""

يا سكوني، ما هذا الذي حدث، كيف لكِ أن يخرج من فمك كل تلك الكلمات القاسية والجارحة، أنا لم أُجرح بكلمات مثلما حدث في تلك الليلة،اعتدت على كل الكلام القاسي منذ نعومة أظافري لكن الليلة هي أسوأ ليلة مررت بها، أعلم أن علاقاتنا الفترة الأخيرة متوترة جدًا، ولكن الأمرلا يحتاج لكل تلك الكلمات القاسية، كان من الممكن أن أتجاوز عن " أنا لا أحبك" وأبرر ذلك بوجود "أحبك" فيها..لا أعلم من أخبركِ أني أحبك من الأساس، تلك الكلمة كانت حبيسة صدري وقلبي ولا أجرؤ على التفوه بها،ولا يعلمها إلا الله، وكيف لك أن تعلمينها، وما تلك كل الكلمات الجارحة، قلبي الليلة قافر لا يبالي إلا بكلماتك، حتى صداقتنا قد إنتهت! تالله لو أحبك العالم كله ما سيحبوكِ بقدر حبي أنا لكِ، تالله لو صادقتِ العالم كله ما سيكونوا مخلصين لكِ بقدري، أعترف أني جبان على قول "أحبك" ولكن لِما كل هذا؟ قلبي أصبح جريحًا في حرب حبكِ، أنا اهديتكِ قلبي وكان كل ما أملك، غدًا سأذهب إلى طبيب نفسي عسى أن يساعدني أو يهون عليّ، ولكن سأخبركِ شيئًا : "ربما لم يكن شيئًا مهما لكِ، لكنه كان قلبي"

الرسالة التاسعة " الرجال يصبحون أطفال عندما يقعون في الحب""

حبيبتي، ربما تستشيطين غضبًا من تلك الكلمة، أعلم أنكِ لا تحبيني، لكن أحبك من أعماق قلبي، وسأبذل كل ما في وسعي لأستخلصكِ لنفسي يومًا بالرغم من كل ما حدث منكِ، أخبريني ماذا أفعل، وكيف يقمع الإنسان قلبه، أتدرين قالت أمي لي كلمة لم أقتنع بها يومًا لكن مذ رأيتك أمنت بها قالت "الرجال يصبحون أطفال عندما يقعون في الحب" ومعكِ أصبحت طفلًا صغيرًا متعلق بأمه، كنت أكثر أبناء العائلة عنادًا ولكن معكِ أرضخ لكل كلمة منكِ، أرضخ من نظرة عينيكِ اليوم كنت بصحبة أحد أقرب أصدقائي، ركبنا سيارة أجرة ووجدنا السائق يشغل أغنية أنتِ تحبينها كثيرًا وأنا أحفظها عن ظهر قلب، تغرغرت عيناي بالدموع لأني تذكرتك، سخر صديقي مني قائلًا " بعد كل دا لسه بتحبها، عجبي عليك" لأرد بقلب مكسور وكرامة أصبحت برخص تراب الأرض " أنا عمري ما كنت مع حد كدا، أنا حبيتها أوي".....أعرب عن غضبه الشديد، وأنكِ غير جديرة بحبي، وأنكِ مجنونة في ثوب عاقلة، وأني لا أشبهكِ ولم يتوقع مني أن أحب أحدًا مثلكِ، وأن أنساكِ لأنك غير مقدرة لشخصي وحبي، ولكن دعكِ منه فهو غليظ الطبع والقلب، وأنا حساس ومرهف الشعور، لقد وددت لو رسالتكِ الفترة الاخيرة ولكن لن أستطيع، ياليتني حجر، لا أحن إلى شيئ، ولا شيئ يحدث لي.منذ أسبوعين قد قرأ خاليّ رسائلى لكِ صدفةَ، سألني من تكون تلك الفتاة المحظوظة، أخبرته أنها فتاة من نسج خيالي وعالمي الخاص، وقد صدَق بالطبع، فكيف لي أن أحب أحدًا وأنا الفتى الثقيل المتبلد في مشاعره الذي لا يتحرك قلبه برؤية فتاة أوغيرها، وبالطبع أنا لم أكذبْ أنت مجهولة لهم وفي الأرض ومعلومة في قلبي، هنا في تلك المضعة الصغيرة التي وددت لو تخلصت منها. أرجوكِ أن تمنحيني فرصة في يوم من الأيام لأعبر لك عن مدي حبي، ربما حينها ستحبيني أو على الأقل تتقبلين وجودي بجوارك، لحين تلك اللحظة أتنمى أن تنالِ وقتًا رائعًا، أحبك والسلام."

الرسالة العاشرة والأخيرة "آخر شتاء وعيدُ الميلاد""

حبيبتي أم أناديكِ بالمتهورة، أكتب تلك الرسالة في ليلة عيد ميلادك في أواخر تشرين الثاني، تلك أخر رسالة سأكبتها لكِ لأنهِ بها مجموعة رسائلي إليكِ، وعنكِ،وعليكِ إلى أن يَجد جديد، منذ عدة أيام رأي أحدهم مجموعة رسائلي -التي لم ولن تقرأيها إلا إذا حدثت معجزة- واقترح عليّ أن أنشرها ليقرأها الغير،لا أعلم لِما اختار ذلك الوقت بالتحديد كأنه يجدد جرحَ فراقنا، أم أنها الأقدار تلعبُ لعبتها؟ وبعد تفكير عميق وعلى أغنية أم كلثوم في خلفي "جددت حبك ليه،بعد الفؤاد ما ارتاح" قررت أن أنهي رسائلي علي طريقتي المتأثرة بأغاني فيروز الكلاسيكية، لا أعلم لما فيروز بالتحديد ولكن كأنها كانت تخبرني في ليالي الاستماع لها بنهاية حبي ولكن لم انتبه، أخبرتني " بديت القصة تحت الشتي بأول شتي.. وخلصت القصة بتاني شتي تحت الشتي" وبالفعل قد كنتُ بدأت بكتابة تلك الرسائل في مثل تلك الأوقات من العام الماضي، وها أنا الأن أنهيها بيدي، أخبرتني أنه "أمس انتهينا" وكانت على حق لقد انتهت قصتنا منذ مدة ولكنيّ أعرضت عن التصديق، همست لي وقالت" كان الوداع ابتسامات مبللة بالـــدمع حينا وبالتذكار أحيانا حتى الهدايا و كانت كل ثروتنا ليل الوداع نسيناها هدايانا" وها أنا ذا أودع كل ذكراكِ عندي، كل كلمة تفوهتي بها سواء مجاملة أو بحق، أودعهم وبداخلي نار الفراق قد ثارت وماجت وأحرقت صدري بقدر حبي لكِ، أودعها وعيوني تزف سيولًا على خدي الوردي، سأنشر تلك الرسائل بدون علمك لربما تجمعنا أقدارنا بعد أن عز اللقاء، سأخبرك تلك الكلمة أخيرًا عسى أن تكون أجمل هدية لن تصل لكِ في عيد ميلادك وإن لم تكن لكِ فهي لكل من حُرم من حبه بسبب الظروف أو حماقتهم .."أحبكِ" .وبالرغم من أن الحاضر قد مضى والمستقبل قد أتى، فإني علي يقين بأن الماضى ربما يعود، وبين ذاك وتلك، لا توجد لمحة واحدة تدل على ما سوف يحدث، ولكن على أمل أن تقع تلك الرسائل في يديك صدفة سواء الآن أو قريبًأ أو حتى عندما نشيخ وتتأكل ذكرياتنا فتعلمي كم أحببتك، وإني على يقين كما أخبرتني فيروز "عندي ثقة فيك..وبيكفي" فأني علي ثقة أن تتفهمي الأمر في يوم من الأيام، لكِ مني كل أشكال الحب وصفاته، وليشهد اللهُ أني أحببتكِ وسأظل أُحبكِ من أعماق قلبي للأبد"

"للأبد حتى تحترق النجوم وحتى تفنى العوالم، حتى تتصادم الكواكب، وتذبُل الشموس، حتى أشيخ فتتأكل ذكرياتي..حتى ينبض قلبي للمرة الأخيرة فقط عند ذلك ربما أتوقف..ربما"


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عبدالرحمن لطفي

تدوينات ذات صلة