هل يا ديسمبر ستصبح نهاية كل شيء أم بداية لقدر أسوء؟.
وها أنت يا ديسمبر على حافة الانتهاء وستمضي ونحن لم ننته بعد من بقايا تلك الأحلام المحطمة، وتلك القلوب التي زاغت في خيبات هذا العام، لنلتقِ بخيبات أخرى وراء أخرى. نحن ذات الأشخاص الذين عاشوا وتعايشوا في ذات الحياة المحطمة، وتلك الحياة بلا روح، وتلك الأماكن بلا قصص، وذلك الحب بلا مشاعر، وذلك اللقاء بلا موعد، وذلك الفراق بلا وداع.
وما فائدة دخول عامٍ جديدٍ يا ديسمبر ونحن مازلنا ذات الأشخاص المهشمين، مازلنا تائهين في سطور الحياة، تائهين عن أنفسنا، ومازالت بداخلنا ألف دمعة ألم، وألف لحظة ندم، وألف خيبة أمل، وألف ابتسامة موهومة، نلهث فقط من أجل راحة تمكث في الروح لا تخرج أبدا، تشتاق الروح لمن يلامسها عنان السماء ويخلق فيها آفاق جديدة، تشتاق الروح للطمأنينة ولو ليوم.
كُتب علينا أننا سعداء ونحن أجهل من يعلم عن السعادة، كُتب علينا أننا أقوياء ونحن أضعفهم، كُتب علينا الحياة ونحن لم نمثل شيئاً في الحياة غير بضعة أحزان نعيش فيها وتعيش فينا، نحن المصابون بفقد الأحبة، والمبتلون بتهالك الماضي وتعثر الحاضر.
كم من صفحات طويت يا ديسمبر ولكن مازالت تقتلنا وجعاً، كم من الأشياء التي أرهقتنا ، أشياء أحببناها بصدق ثم اكتشفنا أنها فارغة، أشياء مكتوبة علينا ليست مرغوبة، ليت كانت الحياة اختياراً وليست قرار. وكأن صفحات الحياة وضعتنا في الهامش وستنوي شطبنا لاحقاً.
وكأن الحياة تتلذذ بصيدنا ثم بتحطيمنا، كأنها قرش لا يشبع من أكل لحومنا، يلتهم كل ما يسعدنا. فشلت في كل معايير الحياة، أصبحت الحياة غزارة أحزان وجروح على أكتاف قلبٍ هش، وأصبحت انا بقايا إنسان لملم ما تبقي منه من براثن الحياة، في الحقيقة افتقد نفسي.
سلامٌ ايتها الحياة، إلى كل تلك الشوارع المهجورة، وكل تلك السنابل المكسورة، وكل تلك القلوب المجروحة، إلى تلك الأعين المهزومة، إلى كل الصدف المهدورة، الي كل تلك الأشياء التي لم تبق، إلى روحٍ تاهت في متاهات الدروب، إلى شتاء امتلأ بالذكريات البائسة، إلى ديسمبر العزيز، ولكن لم يكن له يومٌ عزيز.
هل يا ديسمبر ستصبح نهاية كل شيء أم بداية لقدر أسوء؟.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات