كنتِ اصدق شيء يخبرني ان الحياة مازالت بخير، كنت انتِ الزهرة التي توحي بجمال الحياة في عيون البائسين مثلي.

كيفَ حالُكِ؟

لا اعلم هل أكتب لكِ كم اشتقت إليكِ، أَم ألومُكِ عما فعلتيه؟،كنتِ السقوط في قمة ثباتي لمرتين، المرة الاولى عندما التقيتكِ والثانية عندما أحببتكِ. أجلس كالمعتاد مع كوبٍ من القهوة أَمام تلك المرآة لرؤية شخصاً مجهداً، وعَينَاه المنهكة المليئة بالهالات السوداء التي استحوذت عليها بالكامل، ليكتب كلمات على أوراق عن قصة حب أفناها الزمان وتبددت رويداً رويداً ولكن مازالت تمسنا من الداخل.

أكتب لكِ كل يوم متألماً تارة ومتهشماً تارة، وبين كل مرحلة وأخرى سيلاً من الأيام الشاحبة، والصدمات المتتالية، والمشاعر المتلاشية، وقلبٌ تُرك وحيدًا حتى شاب وعجز عن الحُب مُجدداً. كتبت آلآفُ القصص عن لهفة المحبين ولم تكتب قصة عن شعور وجع المفارقين، فليس الجميع لديهم الشجاعة على بوح ما بهم، فالفراق يَصعُب على القلب أن يوصفه .

كنتِ انتِ حادثة "السوبرنوفا" في كل اعوامي، كنتِ انتِ ذاك النجم الذي يتبعثر لأشلاء في الفضاء الخارجي حتى يتلألأ ويضيئ العالم حتى يسكنه لسنين ومن ثم تتحول تلك الاشلاء الي كواكب أكثر جمالا مما كانت عليه، كنتِ جميلة بتفاصيلك، كذلك عيونك الحور وبؤبؤ عينيكِ البني الذي يشبه هزيل الشعاع عند غروب الشمس مع أمواج البحر الفاتنة. غبتِ فغابت الشمس وحل الظلام ليزيد من وحدتنا، وذبلت الزهور وانطمست السماء و أنهمد شعاع النجوم.

قلتِ ذات مرة "لن تحب دون ان تفقد"، ولكن على سؤالك الان ماذا إذا مَن أَحببتُه امتلكَ كلَّ ما أملِكُ مِن حب، ماذا إذا أصبحنا مستنزفين وفارغين المشاعر. ماذا إذا لم يكن لدينا ذنب في ذلك بل كان ذنب هؤلاء الذين لا يستحقون تضحياتنا ولا لهفتنا، ولكن سؤالي الأهم لماذا نقع في قلوب قاسيه تشبه غبار الأيام لا تتلقى الود بالود ولا حتى الحب بالحب؟، وقعنا في حياة جعلتنا بروحٍ تألمَت دون أن تتعافي، روحٌ لملمت ما تبقى منها من خُذلانٍ، روحٌ مصابةٌ بشمت لم تكن سبباً فيه!. تعلمت منك انا احافظ على ما تبقي مني وابقي وحيداً. واكون ذاك الشخص المنتمي الي اللامكان بلا حياة ولا روح ولا نبض.

ان لم تكن انتِ المغيثةُ لروحٍ ضاقت عليها الدنيا، فمن يكون؟،ان لم تكن انتِ ذلك الانتشال من قاعٍ مظلم، فمن يكون؟،ان لم تكوني انتِ الارتواء بعد الذبول، فمن يكون؟، لم تكوني انتِ المعونة بعد الهلاك ، فمن يكون؟.

فأنني احببتك بكل ما املك، وان لم يكن قلبي ذو قيمة لديك فاعلمي انه اغلي ما املك في هذه الحياة، ولكن مازلت أبلها وسأظل أحبك في كل وقت وحين، وان لم يكن في الواقع فسأحبك في خيال، فالواقع عسير ليس لنا، اما الخيال فصنع للذين مثلي لنخلق قصص لم تكن موجودة من قبل.

كنتِ اصدق شيء يخبرني ان الحياة مازالت بخير، كنت انتِ الزهرة التي توحي بجمال الحياة في عيون البائسين مثلي.

سلاماٌ ايتها الحياة من أنفسنا، من ادمان اشخاصٍ لم ولن يكونوا دائمين في الحياة اعتقدنا في يوماً انهم الحياة.

الي القاء:

من شخص مُصاب بحمى البدايات وفقر النهايات.

Mohamed Riyadh

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Mohamed Riyadh

تدوينات ذات صلة