"التعاسة تنتج عن ظروف خارجية لا يستطيع الفرد التحكم فيها"
إنها الفكرة الثالثة التي أتناولها في الأفكار الخاطئة التي تربينا عليها وجاءت في كتاب" ما وجدنا عليه آباءنا" من أكثر الأفكار التي أردت أن أتحدث عنها؛ فهي تغلق طريق الراحة والسعادة في حياتنا، لأنه ستكون هناك حتما ظروف، سيكون الطقس سيءًا في يوم من الأيام ويوم آخر لدينا الكثير من الأشغال، واليوم الذي بعده سيطرأ شيء جديد، هكذا هي الحياة سلسلة متتابعة من التحديات فإذا ظللنا معتنقين تلك الفكرة متى سنجد الوقت الذي نستطيع أن نرتاح ونسعد به؟
الحياة عبارة عن تحديات متتالية لا تنتهي إلا بانتهاء الحياة نفسها. فإن لم تستطع أن تجد طريقًا للراحة داخل تحدياتك فسيكون مصيرك مثل كثير من هؤلاء الذين عاشو وماتو وهم يبحثون عن راحة لن يصلوا إليها أبدًا. لكريم اسماعيل_ كتاب استراحة نفسية
يربي الآباء الأبناء على تلك الفكرة ويزرعوا في عقولهم أنه هناك وقت معين للراحة وللاستمتاع، ويوقفوا السعادة على مسببات خارجية، فلايستطيعوا أن يمرحوا الآن لأنه وقت الامتحانات لذلك عليهم الآن أن يعانوا فقط، ولكن مالذي سيضر إذا خرجوا للتمشية قليلًا وشراء بعض الأيس الكريم، ومن ثم يعودوا إلى المنزل يكملوا دراستهم؟ ومن وجهة نظري لماذا لا تكون فترة الامتحانات نفسها متعة ؟ لماذا لا نعلم الأطفال أن يستمتعوا حتى بتلك الأشياء المجهدة لانهم يفعلونها في سبيل غاية معينة، وعليهم أن يحتفلوا بكل ساعة يقضونها في شيء نافع؟
الآباء لأنهم تربوا على تلك الفكرة، فهم يتصرفوا تبعًا لها ونحن لأننا تربينا على تلك الفكرة في المستقبل سنتصرف هكذا مع أطفالنا، إلا إذا حاولنا من الآن تغيير هذه الفكرة والتدرب على فكرة أخرى جديدة لتقود أفعالنا في الاتجاه الصحيح، تغيير هذه الفكرة يبدو صعبًا ولكن مع التدريب سنتمكن من تغييرها، فعلينا الآن أن ندرك أن بإمكاننا الراحة في وسط الأعباء، و بإمكاننا أن نفرح حتى في أوقاتنا الصعبة والمليئة بالتحديات فهذا يعني أننا نأخذ بالأسباب ونبذل جهدًا وهذا فقط من شأنه أن يجعلنا فخورين سعداء.
اجعل من ضمن مسؤولياتك أن تجد أشياء تدخل على قلبك السرور مهما كنت متعبًا، تحمل تلك المسؤولية وقم بالاستمتاع ولو بأقل الأشياء ولا تنسى أن تدخل السرور على الآخرين أيضًا في أوقاتهم الصعبة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات