تحدثت في مقالي هذا عن كيف يكون السلام الداخلي وعلاقته بالسعادة بالإضافة إلى أثره النفسي على حياة الإنسان عامةً.
شيخة الدوسري
من منا لا يريد أن ينعم بحياة هادئة وسعيدة وخالية من المنغصات؟
يقول الكاتب بينجامين هوف في كتاب "The Tao Of Pooh": "إذا كنت تريد أن تكون سعيداً، يمكنك أن تبدأ بتقدير ذاتك وما تقوم به وما لديك، قد يبدو لك هذا بسيطاً، ولكنه في الواقع شيء كبير للغاية"
غالباً هناك صراع مستمر للشخص حتى يصبح أفضل مما هو عليه، وفي هذا الصراع نحن نفقد الثقة بأنفسنا، لذلك يجب علينا تعلم مواجهة المشاكل والعواقب التي تواجهنا يومياً وكيف نتعامل معها، فعندها نشعر بالسلام النفسي وبالتالي يساعدنا في الشعور بالسلام مع العالم الخارجي.
السلام الداخلي هو شعور بقبول الذات، وهو أن تعهد إلى نفسك فتبادرها بالصلح، وتكف عن لومها، وتكف هي عن معاتبتك، أن تعترف لها بحدود قدراتك وتبارك هي مجهوداتك، أن تعدها بالمزيد في قادم الأيام وتشجعك هي على التطور، أن تؤمن بها وتبعث هي فيك الثقة.
وأعظم حالات السلام الداخلي تتجلى في تلك اللحظة التي لا تسمح فيها للناس أو الأحداث التحكم في قراراتك وتوجهاتك واهتماماتك، ولقناعاتك وإرادتك كامل الصلاحيات في تقرير حياتك، إن لم يكن لك أسلوبك الخاص وطريقة تفكيرك في عيشك، إن لم تكن لديك رؤيتك الخاصة بك في الحياة فلن ترضى عنك نفسك.
أن تغتني عن الناس وتكتفي بنفسك وتسعد بمصاحبتها، فتذهب لمطعمك المفضل وتأكل وجبتك المفضلة، وتحضر فلم أثار حماسك لمشاهدته دون رفيق، وأن تلعب لعبتك المفضلة، وتعترف بإنجازاتك وتحتفل بنفسك، وتستمتع بعد يوم طويل شاق مليء بالجهد.
فثمرة السلام الداخلي أن تكون في موقف مليء بالتوتر وقلبك مطمئن، كآخر يوم اختبار يأتيك ذلك الشعور بأنك نسيت كل ما درسته للاختبار، ولكن يأتيك صوت بداخلك يُطمئنك بأنك ستُجيب على أسئلة الاختبار جميعها.
أخيراً؛ السلام الداخلي والتصالح مع الذات من أسمى المشاعر التي تستحق أن نبذُل لأجلها الكثير، فهي مفتاح السعادة الذي لا يصل إليه إلا الأنقياء والصادقين، أولئك الذين لا تحمل قلوبهم مثقال ذرة من سواد، ورغم ما يواجههم ما زالوا يؤمنون بالنوايا الطيبة والتسامح.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات