مجموعة من الجولات بداخل الأفكار الخاطئة التي تحكم أفعالنا تربينا عليها منذ الصغر، والتي جاءت بكتاب"ما وجدنا عليه آباءنا"
ها قد جاء الوقت الذي ستحقق فيه حلمك، وتسافر الى تلك البلد التي خططت لزيارتها منذ وقت طويل، إنه وقت الذهاب إلى المطار وركوب الطائرة، لتحلق إلى ذلك الحلم، في الطريق وأنت ذاهب إلى المطار تعطلت السيارة، وفي النهاية فاتتك الطائرة! تتساءل لماذا؟ لماذا الحياة تفعل بنا هذا نكون على وشك تحقيق أمر من أكثر الأمور التي نريدها ومن ثم تجبرنا الظروف على أن نتخلى عنها إنه بالطبع أمر مؤسف ومخزي أن تسير الأمورعلى غير ما نريد، ولكن هل حقًا على الأمور أن تسير وفق ما نريد وهل ما نريد هو أصلًا الخير لنا، إذا أكملت لك القصة السابقة وقلت لك أن تلك الطائرة تم اختطافها من قبل ارهابيين ستقول الحمد لله أنني لم أركب ولكن مواقف الحياة ليس جميعها بإمكاننا أن نعرف السبب الذي جعلها لا تتحقق، السبب في كونها ليست جيدة بالنسبة لنا.
فكرة أن كل شيء عليه أن يسير كما خططنا وكما نريد وما يحدث عكس ذلك يكن بالضرورة سيئًا قد برمجنا عليها منذ أن كنا صغارًا، فوالدينا كانوا يخططون للأشياء لكي تحدث بطريقة معينة وتؤدي نتائج معينة، وحين لا تحدث تلك النتائج بالرغم من أننا فعلنا ما بوسعنا وسعينا جاهدين ولم نتكاسل عن فعل أي شيء في سبيل تلك النتيجة، كانو يحزنون ويظنون أن تلك النتيجة حتمًا بائسة وتعيسة.
علينا الآن أن نستبدل تلك الفكرة الخاطئة، بإيماننا أن الله يفعل الخير لنا وأننا لا نعرف مهما كبرنا ما هو الخير وأين يكمن، علينا أن نسلم أمر حياتنا لله، نسعى جاهدين لكي نحقق ما نظن أنه خير، ولكن حين تأتي النتيجة على غير ما نريد نسلم ونؤمن أن بالتأكيد الخير فيما أختاره الله وقدره، على أفعالنا أن تعكس تلك الفكرة، لكي لا نورثها بدورنا أيضًا للجيل القادم.
عندما لا تسير الأمور كما خططت لها، تذكر دائمًا أننا نضع خطة قاصرة وأن علمنا بالخير والشر محدود، وأن ما جرى يتبع خطة أكبر وصورة أكبر نحن لا نعرفها، لأن الله من قدر ذلك، والله يعلم الخير لنا.
هذه المقالة هي الجولة الثانية لنا بداخل الأفكار الخاطئة التي تربينا عليها إذا كنت مهتم قم بمتابعة المقالات القادمة.
التعليقات