نفحات رمضان الروحانية، التي لا تسعنا فرحة الشعور بها إلا بهذا الشهر الفضيل، بهذه الأيام الخفيفة المليئة بالسعي لتتجسد جزئياتها في ثنايا هذا المقال
فرحٍ يعانق قلبي بشده يتناثر رحيقه في أرجاء المكان، بمثابة شخصٍ قادم، شهرٌ يُكرِرُ نفسه كُل عام تنتابني مشاعرٌ مختلفة (بهجةٍ في رقةٍ، ومغفرةٌ يحتويها الرِضا) السماءُ مليئه بالنجوم اللامعة، مع استيقاظ فجرِ الأحلام دعاء يقبل من مريض أو مهموم أثقلت عليه الحياة بحملها أو مسافر تغرب عن أوطانه ،تساقطت أوراقِ الخريف حاملةً معها كل حزن وذنبٍ إقترفناه ،أبحر في أعماقكَ لتفتح باب بمفتاح رمضان وتقدم أفضل ما لديك ،ومن ثم وأنت في طريقك أغلق باب الحقد والخصامٍ ،صافح القلوب بفرحةٍ ،تصالح مع نفسك تصالح لامتناهي وأطلق العنان لدعواتكَ التي إنتظرت ذلك الشهر لِتقبل ،أبعد جبال أحزانك ،أسجد وحدث ربك عما يثير غضبك ،أصلح قلبك الذي كسرته الأيام في ذلك الشهر ،جاهد نفسك واغسل قلبك بماء الوضوء لكي لا يفسد ،عاهد نفسك الا يزول ذلك الشعور من قلبك عند إستقبال شهر رمضان علي مدى تلك السنوات ،إعتنق العبادات لعل رمضان بمثابه نجوى لكَ ،صّلي حتى ينكسر صلبك ويترمم قلبك ،هنا تكسر وتجبر والجبر الإلهي لا يتكرر، في الظهر قرٱن يشفع ،والعصر فرجٍ يقترب ومع غروب الشمس دعوة تطلق حامله معها كل ما فات ،والمغرب طبق يشبع ،قلب يحمل معاني الرحمة ليساعد غيره ،طبق على طبق يصنع الفارق ،تبرع من مخزونك لتفيد غيرك فلا تدري كم من إنسان لا يفضل مجيئ رمضان لتلك الأسباب ،إياك واضاعة صلاة التراويح فهي إتصال بينك وبين ربك ،أكثر من الاستغفار فكما قال رسولنا الإستغفار يرفع ،يدفع ،ينفع لتشعر بعظمه رمضان ،
"أَقِم اليل أقم لصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيْلِ وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"
فالذي تجرد من الأمان سيعود متلهِّفًا في هذا الشهر الذي سيبث في قلبك السكينه.
التعليقات