إياك أن تكتب، لأنك من فرط الجمال ستبقَ مبهورًا بعظمة هذا الملَكَة، أقدم لكم قصتي في عالم الكتابة، التي تملؤها الخيبات والفشل، لكن! لوقتٍ قصير.

أذكر وقتما طرق الشغف باب موهبتي، أذكر هيئتي عندما تلعثمت لأول مرة لأحكي له عن القصص التي كتبتها، وعن الأمنيات الغريبة التي كنتُ أُخبِّئُها تحت وسادتي، فكنت أقطف من كل زهرة بستان عكس المقولة المشهورة تلك، يومٌ جاءت معلمةٌ في مدرستي تُعلن عن مسابقة للكتابة، ما كانت ردة فعلي إلا أنني دفنت رأسي أبحث عن قلمي الذي لم يقع بحجة أنني لا أريد المشاركة، لأسباب مكمونة حتى الآن لا أدري من أين أتت، قفزت صديقتي تشير بسبّابتها مناديةً باسمي " راما يا مس بتكتب قصص"، أنكرتُ فورًا كالتي اقترفت جريمة وارتدت سترة التخفّي، انهمرت وسائل الإقناع من الجميع، اكتبي لن تخسري شيئًا، كتاباتك المتواضعة جميلة فقط حاولي!

كتبت وأنا على ثقة أنك لو قرأته لقلت ما هذه الخزعبلات ؟ أجِئتِ بها من مسلّة ميشع يا عزيزتي؟

لكنني أكملت، وكتبت كمًّا كبيرًا من المقالات لكن لم ألقَ ردًا واحدًا من مسابقات التربية، الرائع أنني لم أكن أحلم بالفوز، كنت أريد أن اجتهد بالكتابة على الأقل، "وأن لا أخرج من المولد بلا حمص" على لسان أخواننا المصريين، علمًا بأن تقديري في المدرسة كان جيدًا إلى مقبول، أول مقالة كتبتها كانت عن الاغتراب حتى أنني سمّيتها ( اغتراب حمامة ) جلست أمام لجنة التحكيم، لوهلة شعرت أنني أخرجت عظامي مع كل شهيق وزفير، نظرتْ بحزم تسالني: أجربتِ الاغتراب يومًا؟

قلت بكل قوة بالطبع لا، كان الجميع يُحضّر ماذا سيقول وأنا شاردةُ من بين مجموعة من المثقفين هناك، ولم أفز للمرة الخامسة على التوالي، ، قلتُ يا فتاة ختام المقالات كان مسكًا لدرجة أنّ الأديب البغدادي أبو الفرج بن الجوزي كان قد ندم وهو في قبره أنه أول من كتب قطعًا نثرية قصيرة تحت اسم مقالات، ولا يأس مع الحياة ! كان هناك لحظة مختلفة جدًا كتبت قصة قصيرة لأول مرةِ، أطلقت عليها اسم ( فوضى المخيّلة) وبينما أتناول طعام الغذاء مع العائلة رن هاتفي وإذ أخبروني أنني فزت في المركز الأول على المحافظات في مركز زها الثقافي، كانت فرحة لا توصف فعليًا

شاركت بعدها بقصةٍ قصيرة تحدثت فيها عن البالية وفزت بالمركز الأول أيضًا والحمد لله، وإلى اليوم أحاول حتى آخر نفس، اكتب في كل حينٍ بنية الوصول وتأدية الرسالة على هذا الكوكب الأزرق الجميل

ضع نفسك في مكانك المناسب وكن أنت فقط.


  • راما الرجبي


لا تستلم أبدًا لربما المرة التي أطلقت سهمك نحوها بفقدان أمل، أدهشتك بصخب إرادتك وقوة صنيعك.. - راما الرجبي





إيّاك والكتابة.. لأنك إذا كتبت ستتعلق روحك بها، ستشعر وكأنها صديقتك في هذا العالم الفوضويّ، ستشرح لها أول إنجاز صغيرٍ فعلته، أول حزن لك، أول باقة ورد أهديتها لمن تحب، حب العائلة، دفئ الأصدقاء كل ذلك تخبئه الكتابة بين ثناياها فإذا امتلكتها ودست في ممكلتها لما خرجت أبدًا - راما الرجبي






ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات راما الرجبي

تدوينات ذات صلة