أكثر تحدي يواجه الشخص عند استيقاضه كل صباح هو هل سيأتي اليوم أكله، أم لا.
هل سيستغل ساعاته كليا في فعل ما هو ذو قيمة مضافة في نهاية اليوم أم فقط يوم من الأيام اللواتي ذهبن في مهب الريح.أول خطة في سلم الإنجاز هي وضع لائحة بالمهام اليومية أو to do list، مع الحرص على أن تكون الأهداف أو المهام واقعية و يمكن إنجازها في يوم واحد.في البداية يجب أن نتفق، لا تقل لي أنا أستطيع أن أحفظ لائحة مهامي في ذاكرتي بدون أن أحتاج لكتابتها، سأقول لك هذه خدعة يخدعك العقل بها لأنه يقاوم التحرك من منطقة راحته، لا يريد إضافة عادة جديدة و العمل عليها.إذن اتفقنا ورقة و قلم أولا ،وتعال لنكمل.
أهدافك يجب تكون في حدود المعقول، لا تملأ اللائحة بأهداف الشهر على أمل أن تنجزها في يوم واحد، فأنت لست بجني علاء الدين، لأن هذا الخطأ يجعلك تشعر بكبر أهدافك و استحالة التغلب عليها،ويشتَّتُ تركيزك بين كثرة المهام، ذلك التوهان بين المهام و أيهم سأنهي الأول و علي أن أنهيه بسرعة كي أستطيع اللحاق بالباقي; هذا الشعور يليه مباشرة الإحباط، و الانهزام و بالتالي لم ننجز شيئا.
لذا السر الأول لائحة مهام معقولة تضم الأولويات في القمة.
ستقول لي لا أستطيع تحديد الأولويات، الأولويات هي الأهداف التي لا يمكنها الانتظار إلى وقت لاحق، و إن أجلتها سيترتب عليها عمل مضاعف أو نتائج غير محمودة، أو بباسطة سأعطيك مثال واضح، الأولويات، هي الأهداف التي عندما ستضع رأسك على المخدة في آخر اليوم، ستتلوى ندما و ستتأفف و ستتمنى لو أنجزتها و لم تنجز غيرها باقي اليوم، لا تضحك، فعلا لم أجد مثال واضحا أفضل من هذا.
بعد أن حددنا لائحة المهامات ، يأتي السر الثاني هو التدرج، يعني قد ينتهي بك اليوم و أنت لم تنجز سوى 3 أهداف من أصل خمسة، لا تجزع و لا تحبط، فأنت حققت 60% من مجموع أهدافك،و ما حققته هو واضح أمامك و ما لم تحققه واضح كذلك، حقيقة أنه مكتوب أمامك سيساعدك و يبقي انتباهك متمحوِراً 100% على مالديك و ما يجب أن تصل إليه، أنا متأكدة أنك ستشعر بالتحفيز عندما ترى إنك أنجزت في يومك، ما سيدفعك إلى إعادة تخطيط يوم غد لتشعر نفس الإحساس.
المهم هو أخذ كل هذا بالتدرج، حتى في كبرى الشركات الصناعية، بحكم عملي عندما نحدد هدفا إنتاجيا جديدا،نأخذ بعين الاعتبار ما يسمى بالفترة الانتقالية للوصول إلى الهدف و بعدها نرفع التوقعات شيئا فشيئا حسب تعود الطاقم على الطرق الجديدة، و نراقب إلى أن نبلغ الهدف،كذلك مع لائحة الأهداف، ستسطيع إنجاز 60% من ما حددته هي أفضل بكثير من لاشيء كيوم أول، في اليوم التالي سترتفع إلى 80% إلى أن تبلغ المائة بالمائة.إن لم تستطع أن تبلغ المائة بالمائة ولا مرة خلال أسبوع على الأكثر، لا تحبط إياك و الإحباط، لكن عليك تعديل كمية الأهداف التي تضعها لتناسب طاقتك الإنتاجية، مع الممارسة ستسطيع أن تحدد ما هي حدود انتاجك و تعدل أهدافك حسبها، لكل واحد منا سقف معين، وأنت ستحدده .
بالإضافة إلى السرين الأولين هناك سر أو أعتبرها نصيحة ، حاول أن تزيح عنك كل ما يشتت انتباهك، إن كان الهاتف و هو الهاتف في غالب الأحيان في عصرنا الحالي، فحله سهل أطفأ شبكة الانترنيت و ضعه في درج مكتبك إن كنت في العمل، أو ضعه خارج غرفتك إن كنت في المنزل، أنت أدرى أين ستضعه المهم أن يختفي من أمامك.
كل هذه ملخصات لما طبقته في حياتي انطلاقا من تجربتي الشخصية، وتجارب من حولي, ويمكنك أنت كذلك تطبيقها في أي من مجالات حياتك.
ورقة و قلم و انطلق...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات