عاداتك هي من يصنع صباحك ، مسائك و بالتالي يومك، عاداتك هي من يصنع جزءا كبيرا من و اقعك و من أنت.


و بالتالي إن أردت تغيير واقعك ابدأ بتغيير عاداتك.


حتى و إن كانت عاداتك سيئة، تستطيع التخلص منها بتعويضها تدريجيا بأخرى جيدة، إننا نكتسب عادات مع الوقت،من حين حظنا أننا خلقنا و لنل القدرة على توجيه هذه العادات، فنحن من تحمل المسؤولية و لنا القدرة التامة و المطلقة على تحديد و توجيه عاداتنا نحو السلب أو الإيجاب.


لسنوات مضت اعتدت أن أسهر إلى الواحدة بعد منتصف اليل و استيقظ مباشرة قبل مغادرتي المنزل نحو المدرسة ، و بحكم قرب المدرسة من البيت لم أكن أكلف نفسي عناء الاستيقاظ باكرا، نصف ساعة تكفيني استيقظ مباشرة نحو الحمام، أرتدي بسرعة و أغادر بدون إفطار، و ما الإفطار في قاموسي إلا عبارة عن " error 404", آخر وجبة قد أفكر فيها ، لأصدقكم القول لم تكن أحسن أيامي ، طوال الوقت كنت متعبة و دائما ما أحتاج المزيد من الوقت لأنهي مهامي، لا أحكي هنا عن فوائد الاستيقاظ المبكر هذا موضوع آخر بإمكاني التكلم عنه بتفصيل في مقال آخر إن أردتم، لكن بالحديث عن الاستيقاظ الباكر ، اعتدت أن أصدِّق بل وكنت مقتنعة بأني لست من الأشخاص الصباحيين، لدرجة حتى حين كان يعرض علي أحد زملائي الإنضمام إلى حصة ركض في السادسة صباحا كنت أرد ب "أنا لست مثلكم إنسانة صباحية، أنتم شلة السادسة صباحا لست منكم" ، و كان يحز في نفسي لما لست مثلهم، حاولت، وفي كل كنت أحاول فيها، مرة و اثنتين و في الثالثة كنت استسلم و أشعر بحنق في داخلي و أغضب على نفسي أكثر.


التطبع يغلب الطبع

لم أكن أدري عن قوة العادات و كيف أن التطبع يغلب الطبع و ليس العكس كما علمونا, و كيف أن إضافة بصمة روتين جديد إلى عقلي الباطن تحتاج إلى استراتيجية ذكية و بسيطة جدا في نفس الوقت.

لو كان الطبع يغلب التطبع لما استطاع أحد المشي أو الكلام, كان الجميع سيظل على طبعه الأول مثل الرضع


استراتيجية بسيطة لتسهيل اكتساب عادة جديدة ، أول شيء حاول ربط الفعل فعل التغيير بشئ يحمسك و يفرحك، كمثال أنا أستمتع بشعور أن الكل نائم و أنا الوحيدة المستيقظة ، و أحب اللحظات الأخيرة من اليل و كيف ينتقل من ظلام اليل الحالك إلى بداية ضوء النهار الخافت بسلاسة و من دون أن تدرك كيف و متى قمة السلاسة تلك تأسرني في كل صباح و أحاول استيعابها.

الآن عليك أن تبحث عن متعة في العادة التي تريد تأسيسها.

ثانيا التدريج مع المثابرة، الخطوات الصغيرة الكثيرة يمكنك تسلقها بسرعة و من دون تعب عكس خطوة الكبيرة التي ستتعبك و تحبطك و أتت تحاول تخطيها، لذا كل ما وضعت هدفا بسيطا نحو الهدف الأكبر و ثابرت بتباث عليه فأنت أكيد كل يوم أقرب من مبتغاك، لا تكن ممن اعتاد أن يستيقظ في الثامنة صباحا لمدة 10 سنوات و يقرر فجأة الاستيقاظ في الخامسة اليوم الذي بعده،ممكن اليوم الأول لكن أضمن لك أن ثاني يوم ستتغلق منبه هاتفك و تكمل نومك، لكن الاستيقاظ أبكر بعشر دقائق كل مرة يبدو أمرا منطقيا و بداية طريق نحو الخامسة صباحا، قد تأخذ منك القليل من الوقت لست مستعجلا فأنت في قد بدأت للتو رحلة تغيير نتائجه ستدوم معك طوال العمر، كما هو الحال في الرياضة أو تعلم لغة جديدة، أو أي مهارة أو عادة جديدة تريد اكتسابها.

التسويف عدو أي هدف ، في كل مرة يأتيك إحساس التملص ذاك أجل أجل ذلك الإحساس عندما تقول في قرارة نفسك حسنا مرة واحدة ليست مشكلة ، تلك هي أصل المشكلة ، إذا راودتك الفكرة و أنا متأكدة أنها ستراودك لأيام و أيام و قد تتركك و نعود في منتصف الطريق بعد أن استطعت التعود قليلا ،ليغرك عقلك على أنك أصبحت مسيطرا على الوضع و لا ضير في التسويف لمرة، لا تستسلم و تقع في فخ الركود، إنه مجرد عقلك يقاوم الجديد و يموه لك الأشياء بشتى الطرق كي تتركه و شأنه في منطقة راحته، لكن يا حبيبي ،هيهات هيهات كان هذا قبل أن تكشف خدعته .


هذه مجموع تجربتي البسيطة في اكتساب عادات جديدة، طبقتها على مستوى الرياضة ، الاستيقاظ المبكر، الأكل و على أصعدة أخرى في حياتي اليومية، و بدأت أرى نتائج واضحة لأهداف قد وضعتها منذ ستة أشهر.


هذا ليس دليلا أكاديميا، و لكنه ملخص بسيط جدا عما تعلمته أثناء رحلتي البسيطة و ما أعيشه من تجربة شخصية في حياتي اليومية ، و مازلت أبحث و أجرب و أكتشف كل يوم سبلا أخرى جديدة توصلني إلى أهدافي. و سأسعد بمشاركتكم إياها.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نغم الحياة

تدوينات ذات صلة