إنه الحزن... إذا ما سيطر على قلبك أحاطه بأشواكِ الهم والغم، وأصبحت في غياهب التعاسة تنتظر موتاً بطيئاً بُطئ سير السلحفاة!

الحزن...

حرقةٌ في الفؤادِ إثر جروحٍ عميقة وطعناتٍ متتاليةٍ من الخيبة تجتاحُ القلب الضعيف الذي ما اعتاد منذ ولادته على الانكسار.

هو دمعة مظلومٍ وآهة مكلومٍ وصرخة وجعٍ خفي.

عدوٌ كالاحتلال بهيمنته، يحتل دواخلنا محاولاً أن يقتلع شجرة السرور ويطفئ شمعة اليقين التي أشعلنها بثقتنا أن كل مرٍّ سيمر.

ما أكثر الأيام التي احتلنا فيها الحزن محاولين في كل مرة فهم ماهية هذا الحزن فبينما نَصِفه بالعدو القاسي أرى أنه من الممكن أن يكون صديقاً رائعاً يغيّر فينا الكثير، فأنا أراه بذرة صبرٍ تقربنا إلى الخالق رويداً رويدا إلى أن تصير ثمرة ناضجة لذيذة.

لا أخفيكم أن شعور الحزن يمنحنا القوة على تحمل المصائب وعزماً على مواجهة الأيام بقوةٍ أملاً بأن العسر يتبعه يسر.

وما أجمله من إحساسٍ حين تلازم محراب الهدى بين يدي ربك ودموعك كأنها قطْرٌ ينهمر...

تحاول أن ترتب حديثك لتخبره بما يجول ويصول في داخلك لكنك تكتفي نهاية الأمر بدموعٍ طاهرةٍ بريئة...

ثم ما تلبث قليلاً حتى ترى عجائب قدرته في انهيار همك وحزنك.

أما بالنسبة لأسباب الحزنِ فله أسبابٌ كثيرة يصعب عليّ حصرها في بضعة أسطر، ربما يمكنني القول بأنه فشلٌ مؤقت في محطةٍ من محطات حياتنا، قد يكون غدر صديق، ظلم قريب، وخيانة حبيب، قد يكون فشلاً في الدراسة أو علاقة، قد يكون الكثير من الأشياء...

ومهما تعددت أوصافه وأسبابه، تذكّر يا عزيزي أنه لا شيء يبقى للأبد، فرحٌ أو ترح، حتى نحن لن نبقى للأبد.

فلو خذلك العالم بأسره وحاول الحزن أن يتربع قلبك لا تسمح له بذلك، وفكر في الإيجابيات، فكر في حلمك الذي سعيت من أجله ومحطات النجاح التي قطعتها حتى تصل لما وصلت إليه، تذكر أن حياتك ليست مرهونة بفلان، وأن الذي ظلمك سيلقى مثل ما ظلم وأن كل ساقٍ سيسقى بما سقى، ولا يظلم ربك أحدا...

تذكر أن الكثير من قبلك مروا بنفس ظروفك وربما أصعب، وأنهم جعلوا لأنفسهم نصيباً عظيماً أن يُذكروا في التاريخ، لأنهم لم يستسلموا قط، بل آمنوا بالنجاح والسعي والتحدي، لأنهم ضمدوا جراحهم بالملح وأسروا الوجع في قوقعة بعيدة لا يعلم أين هي...

كن على يقينٍ بأن الابتسامة خير من التعاسة وأن الآخرة خير وأبقى.

الحياة ستمضي وستحمل في ركبها الأقوياء الذين تمسكوا بطوق الصبر وواجهوا الصعاب...

فلا ترهق قلبك بالحزن والجأ إلى الله في كل أوقاتك، وسترى من اليسر ما يُسرّ به قلبك وتدغدغ به حياتك...



أخبرنا ما هو الحزن بالنسبة لك؟


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

حبيبتي الغالية أريج

إقرأ المزيد من تدوينات وفاء إسماعيل

تدوينات ذات صلة