أنا لست شعري... أنا لست هذا الجلد... أنا لست توقعاتك.... أنا الروح التي تعيش في الداخل...



في عالمنا الحديث الذي يعج بالتنوع والاحترام لاختلافات الآخرين، يظهر من وقت لآخر أشخاصٌ يتقمصون أدوارًا غريبة ويسعون لاستكمال حياتهم بطرق غير تقليدية.


هذه المرة، نتعرف على ظاهرة جديدة تُعرف بالـ "Transabled /ترانزابل"، والتي تجعل الناس يشعرون بأنهم يرغبون في أن يكونوا معاقين!

نعم، صحيح مثلما قرأتم، يوجد أشخاص يتوقون لاكتساب إعاقة وتحويل حياتهم إلى رحلة من الصعوبات البدنية.


يشبه مصطلح "transabled" مصطلح"transgender" إلى حد كبير.

يُشير مصطلح "transgender" إلى الأشخاص الذين يشعرون بأن جنسهم البيولوجي لا يتوافق مع هويتهم الجنسية، ويتخذون قرارًا لتغيير جنسهم للتعبير هويتهم الحقيقية.

أما "transabled"، فيشير إلى الأشخاص الذين يشعرون بأن أجسادهم السليمة لا تعكس هويتهم الحقيقية، ويتمنون أن يكونوا معاقين جسدياً. وتعد العمليات الجراحية المتعمدة لتشويه أنفسهم وإعاقة أجسادهم خطوة شائعة يقومون بها.


قد يعتبر البعض أن هذه الظاهرة هي مجرد حالات فردية نادرة، ولكنها في الحقيقة شائعة وآخذة بالانتشار، وتعكس مستوى التطرف الذي وصلنا إليه في عالم اليوم.



قد يتساءل البعض: هل هؤلاء الأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية؟ أم أنهم يسعون إلى لفت الانتباه واستفزاز الآخرين بأي ثمن؟

الجواب الآن غير محدد، ولكن هناك بعض التخمينات:


١- اضطرابات نفسية: قد تعكس هذه السلوكيات ميلًا للانتقام الجسدي ورغبة في التميز تدفع هؤلاء الأشخاص إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات المتطرفة.


٢- رغبة في التراجع عن مسؤولياتهم والاعتماد على الآخرين بشكل كامل، أو وصول سريع ومختصر لامتيازات ومنح مجموعة أخرى.


٣- التأثر بثقافة الاهتمام الزائد بالجسد والمظهر الخارجي التي تنتشر في المجتمعات الحديثة.

إذ يعتبر الجسد وسيلة للتعبير عن الهوية والشخصية، ولكن هل يجب أن نذهب إلى هذا الحد المتطرف للتميز؟ هل يعتبر تحويل الجسد بلا سبب مقنع حلاً للشعور بالانتماء، أم أن هذا مجرد تصرف متطرف يعكس فشلًا في فهمنا للهوية والجمال الحقيقيين؟


في النهاية، دعونا نتذكر أن الحياة قصيرة ومليئة بالتحديات والمغامرات، فلنستمتع بكياننا الحالي ونسعى للاستفادة من كل لحظة بدلاً من الوقوع في الخيالات والأوهام التي قد تجرنا إلى عالم السخرية والغرابة.

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

للأسف هذا واقع أليم ... ربما يكون إضطرابا نفيسا ومرضا وهروبا كما ذكرتي لكن حتما هو بعد عن المنهج الرباني ...فالانسان يرى ذلك في نفسه كلما كان قريب من المنهج الرباني يكون في عافية وكلما بعد فإن الشيطان يقوم بعمله الذي لا يمل منه بإغواء الإنسان إلى حيث لا يتوقع أن يصل هو .. نسأل الله العفو والعافية

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة