"Africa is my thing, you can’t have it" -William, Prince of Wales

في هذه الأيام تظهر قضية ميغان وهاري للسطح من جديد، فبعد إشاعات الطلاق، وكتاب هاري " spare "، ووثائقي نتفلكس، بدأ الناس يتناقشون من جديد.


وأنا هنا لأضيف رأيي لهذا الحوار العقيم، بعد قراءة أجزاء من كتاب "spare" بمعاناة كبيرة، وقراءة بعض المراجعات، وبعد اطلاع عام على الأخبار والمقابلات.


في كتاب هاري الجديد، يتحدث هاري بصراحة أكبر من اللازم، أعني بصراحة قد تجد عائلة " كارداشيان" أن فيها الكثير من التفاصيل!



ينقسم الكتاب لثلاثة أقسام:


في القسم الأول يتحدث عن طفولته والتي تبرز فيها غيرته من أخيه " ويلي " الذي لا يوفر فرصة دون انتقاده ووصفه بالأخ القاسي، فعندما كان في عمر ال ١١ أخبره " ويلي" ألا يمشي معه، وقبل زفافه كان "ويلي" يشعر بالغيرة لأن هاري لم يحلق لحيته بموافقة من جدته، في حين أجبر " ويلي " على حلق لحيته يوم زفافه، ثم "ويلي" الذي لم يعد يشبه ماما ديانا لأنه خسر شعره.


في القسم الثاني يتحدث هاري عن العسكرية، وحواره المشوق وجداله مع " ويلي " حول من سيأخذ أفريقيا. حيث يؤمن "ويلي" أن :"Africa is my thing, you can’t have it" " إفريقيا هي شغفي، لا يمكنك الاستيلاء عليها."


كالعادة " ويلي " الشرير يريدها


“I know that Africa is very special to you. But your brother exerted his power to say, ‘No that’s my place. The elephants, the giraffes are all mine.’ Did you think that he knew how important Africa was to you and what you wanted to do, that he did it to hurt you?”

"أعلم أن إفريقيا مميزة جدًا بالنسبة لك. ولكن أخوك استخدم سلطته ليقول: "لا، هذا هو مكاني. الفيلة والزرافات كلها ملكي". هل ظننت أنه كان يعلم مدى أهمية إفريقيا بالنسبة لك وما ترغب في القيام به، وأنه فعل ذلك لإيذائك؟"


ثم في الفصل الأخير يتحدث باستفاضة عن ظلم الإعلام لميغان، وظلم العائلة الحاكمة لميغان، وهنا تبرز ميغان ماركل كشخصية تستحق المراقبة،فهي ليست مجرد أميرة سابقة، بل هي أيضًا سيدة مستعرضة لجهلها المدهش، فعلى الرغم من الوضوح الذي يلف مسألة عنصرية العائلة الحاكمة بالنسبة للجميع، فإن ميغان تبدو كمن يعيش في عالم منفصل تمامًا عن الواقع. فهي لم تكن تعلم ما كانت مقبلة عليه.


وهنا لا يسعنا إلا أن نتساءل: هل فوتت ميغان دروس التاريخ؟ هل تجاهلت بشكل متعمد المعرفة الشاملة لتاريخ العائلة الملكية؟ أم أنها مجرد محاولة يائسة لتحويل الأنظار عن القضايا الحقيقية التي تواجهها؟ فمن المدهش حقًا أن تكون ميغان ماركل الوحيدة التي لم تدرك أبدًا أن العائلة المالكة تمتلك تاريخًا عنصريًا، ثم تأتي ميغان بتصريحاتها المثيرة للسخرية، بأنها كانت تعتقد أن العائلة الملكية مجرد "أشخاص يحبون الشاي والبسكويت"، كما أعلنت في مقابلة سابقة، ربما كانت اعتقدت ميغان أن الاستعمار كان مجرد مغامرة عائلية مثيرة للاهتمام في الماضي، بدلاً من كونها نظامًا قمعيًا وظالمًا.


ثم يتحدث الكتاب عن شجارات كاتي "زوجة ويلي" وميغان الضخمة، مثل استعمال ميغان لأحمر شفاه كاتي. نعم، أنت قرأت صحيحًا، هذا هو موضوع قلق ميغان وهاري في عالمهما الفريد من نوعه.



الكتاب هو تلخيص لكفاح الفتى المدلل هاري... الأمير الذي يلعب دور الضحية دائمًا، لأنه لم يختر هذه الحياة. هل حقًا يعتقد أنه ضحية؟ هل يعتقد أنه الوحيد الذي لم يختر حياته؟ دعني أخبرك يا هاري، ليس هناك شخص في هذا العالم يختار حياته.


فلنلقِ نظرة على الناس في أفريقيا، هل حقًا اختاروا حياتهم؟ هل حددوا مكان ولادتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية؟ بالطبع لا. الكثيرون منهم يواجهون الفقر والمرض والحروب، وهم يعيشون في ظروف قاسية لا يستطيعون الهروب منها. هل تعتقد أن هؤلاء الأشخاص يرونك كضحية حقيقية؟


وماذا عن الدول التي احتللتها؟ هل اختارت حياتها؟ هل قامت بدعوة الاحتلال واختياره كجزء من واقعها؟ بالطبع لا. الاحتلال يتسبب في تدمير الحياة اليومية للأشخاص الذين يعيشون في تلك الدول، وهم ليسوا ضحايا اختيارهم الخاطئ، بل هم ضحايا الظروف والسلطة القائمة.


ولننظر أيضًا إلى أطفال الحرب، هل حقًا اختاروا أن يولدوا في بلد ملتهب بالنزاعات والصراعات المسلحة؟ هل حددوا قواعد اللعبة واختاروا أن يكونوا هدفًا للعنف والظلم؟ لا، بالطبع. إنهم يعانون من صراعات لا يمكنهم التحكم فيها، ويجبرون على مواجهة مأساوية يوميًا.


يا هاري، لا أحد يختار حياته. لذلك، لن تجد العديد من الأشخاص يشعرون بالتعاطف الكبير معك، خاصة وأنك تملك الامتيازات والخيارات التي يحلم بها الآخرون. يمكنك ترك حياتك والبدء من جديد إذا شعرت بعدم الرضا أو الملل، وهذا أمر لا يمكن للبعض حتى تخيله.

فهم محاصرون في واقع لم يختاروه ولا يستطيعون الهروب منه. لذلك، لا تلعب دور الضحية المستباحة، فأنت لست كذلك. لديك خيارات وفرص أكثر من أي شخص آخر. فلتستغل تلك الامتيازات لصالحك، ولا تنسى أبدًا أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون بشكل حقيقي ولا يملكون خياراتك.(هذا على اعتبار أن هاري يقرأ وينتظر نصيحتي (: )

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة