و هكذا الأمر يبدو رغم كل شي ناصع البياض ، أسوداً داكناً ...
إن العالم واسع بشكل مخيف ، و دائرتنا التي لا طالما كنا متمسكين فيها ، بخطوطها و حوافها المستديرة المغلقة ، فشلنا هذه المرة بالتمسك ، في الحقيقة إن في كل مرحلة من مراحل حياتنا هذا الدائرة تبسط من نفسها و تجعل إنحانها أكثر خفة، و أعتقد أن الأن قد اختفت تماماً . ، إنه الفراغ بأحقر حُلة و بأجمل وصف ، هذا السلاح الخفي الذي يدمرنا بدون إحساس ، بدون جدوى ، إنه قاتل كسم الأفعى و مدمر كالدبابة الحربية ، إنه اليد اليمنى للإكتئاب و صديق الإنتحار . فما العمل ؟ لا توجود الدائرة لنكسرها و لا يوجود ممر خروج من هذا البياض ، فقط نحن و كتلة الهواء التي تجعلنا نعيش رغم عنا . هل حقاً تعلم اللغات يجدي نفعا ؟ هل الرياضة ستخصلنا من الكآبة ؟ هل تعلم الرسم سيجعلنا نرسم أوجاعنا بطريقة أفضل ؟ هل قراءة الكتب ستجعلنا نلتقي بعبارة تصف ما بداخلنا ؟ أم كل هذه الأمور هراء ؟ .
بطريقة ما تبدو الأمور أوضع رغم كتمة الأوضاع و بطريقة ما يبدو الحل أمامي ، لكنه بعيد ، أشعر بالحرية رغم كل الأقفال ، أشعر بنور باهت و لكنه موجود يفرض نفسه ببهوته الكبير ، و هكذا الأمر يبدو رغم كل شي ناصع البياض ، أسوداً داكناً ...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات