لماذا لا يمكننا أن نقتل أنفسنا لعام كامل ثم نعود للحياة؟
لماذا لا يمكننا أن نقتل أنفسنا لعام كامل ثم نعود للحياة؟
قد يبدو الأمر كفكرة جيدة، أليس كذلك؟ فقط تخيل: تستيقظ في الصباح، تتناول فطورك، ومن ثم تقرر أن تُنهي حياتك لمدة عام كامل أو 16 شهراً، لا حاجة للعمل أو الدراسة، لا ضغوطات اجتماعية، ويمكنك تجنب جميع أشكال التوتر.
أولًا، دعونا ننظر في الجانب العملي للأمر، إذا قررت أن تقتل نفسك لمدة عام كامل أو 16 شهرًا، فما هي الخطوات التي ستتخذها؟ هل تختار طرقًا تقليدية مثل القفز من فوق جبل أو الغرق في بحيرة؟ أم أنك تفضل أساليب أكثر إبداعًا مثل محاولة الاندماج مع قطيع من الأسود؟ بغض النظر عن الطريقة التي تختارها، فإن الأمر سيتطلب تخطيطًا جيدًا وإعدادًا قبل تنفيذه، وبما أنك تخطط للعودة للحياة في نهاية المطاف، فمن المهم ألا تتسرع في اختيار الطريقة المثلى للانتحار!
ثانيًا، دعونا نفترض أنك قد اجتزت مرحلة الانتحار بنجاح (لو كان هناك مثل هذا الشيء!)، تخيل للحظة أنك تقضي الأشهر الستة عشر المقبلة في حالة من العدم الوجود. إذا كنت تعتقد أن حياة الإنسان في الأيام العادية مملة وخالية من المغامرة، فمن المؤكد أن حياة الموتى ستكون أكثر مللًا بكثير.. تخيل نفسك محاصرًا في قبر مظلم لمدة عام كامل أو 16 شهراً، لا تستطيع أن تروي الأحداث، ولا تستطيع الحركة أو التفاعل مع العالم من حول، لن تستطيع الاستمتاع بالطعام اللذيذ، أو مشاهدة الأفلام الجديدة، أو حتى استخدام هاتفك الذكي. هناك شيء ما يبدو خاطئًا هنا! هل يبدو هذا مثيرًا للاهتمام؟ بالتأكيد لا.
ثالثًا، حتى وإن نجحنا في قتل أنفسنا واستعادة الحياة بعد عام، هل نعتقد حقاً أن الأمور ستعود إلى طبيعتها؟ هل نعتقد أن العالم سينتظرنا ويتجاوب معنا بحماس واحتفال؟ أعتقد أنها ستكون مفاجأة كبيرة للجميع، لن نكون قادرين على التنبؤ بما سيحدث خلال فترة غيابنا،قد يحدث الكثير من التغييرات والأحداث التي ستجعلنا نشعر وكأننا ضائعون في عالم غريب.
رابعًا، هناك العديد من الأمور العملية التي يجب مراعاتها. ماذا سيحدث لشؤوننا المالية والعقارية والعائلية خلال غيابنا؟ هل سيتم الاعتراف بحقوقنا وممتلكاتنا عندما نعود؟ ربما سنكون في حاجة إلى محامين ليمثلوننا في المحاكم ويلتقوا بمسؤولين حكوميين لتوضيح الأمور. إنها إجراءات معقدة لا يمكن تجاهلها.
أخيرًا، وهذا ربما هو الأهم، ماذا سيحدث لنا على المستوى النفسي والروحي بعد تجربة الموت؟ هل ستكون لدينا آثار جانبية نفسية خطيرة؟ ربما سنعاني من مشاكل في التكيف مع العالم والتعامل مع الناس والعودة إلى حياتنا السابقة. قد نشعر بالانعزال والغربة، وهذا قد يؤثر على صحتنا العقلية وعلاقاتنا الاجتماعية.
على أي حال حتى يومنا هذا لا يوجد شيء مثل الموت لفترة محدودة، عندما نختار الاستسلام للموت، فإننا نتحمل عواقبه النهائية، لا يوجد زر سحري يمكننا أن نضغط عليه بعد عام ليعيدنا إلى الحياة، إذا قمت بقتل نفسك، فإنك ستموت نهائياً، وهذا ليس أمرًا جيدًا على الإطلاق.
ولكن قد تكون إجازة العيد فرصة للاختفاء، قد تكون فرصة للانفصال من الواقع لفترة، لا تنس أن تستمتع دون خجل أو أرق، وأن تفعل كل ما تحتاج لفعله، وأن تلتقي بكل من تريد لقاءه.
ثم بعدها، ربما علينا أن نفعل ما يفعله كل شخص على سطح الأرض، القتال حتى النهاية بلا هوادة!! ممل، أليس كذلك؟ ولكن الآن لنجعل هذا العيد سعيدًا!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات