" كلنا تعرضنا للضرب في طفولتنا ولم يحدث لنا شيء، ضربنا أهالينا وصنعوا منا رجالًا "
"كلنا تعرضنا للضرب في طفولتنا ولم يحدث لنا شيء، ضربنا أهالينا وصنعوا منا رجالًا "
يعتقد هؤلاء أنهم لم يتأثروا لكن إذا نظرت إلى شخصياتهم وطبيعة علاقاتهم لوجدت خللًا عميقًا، خاصة في العلاقات العاطفية. يعرض الكتاب عدة أمثلة من العقد النفسية، مثل:
1- مفهوم الرجولة المشوه
يتلخص مفهوم الرجولة المشوه بالنجاح الدراسي ثم المهني أو بالقوة البدنية أو القوة الجنسية، والقدرة على الحصول على أكبر عدد من أرقام الفتيات والمواعيد أو العلاقات المتعددة التي قد تعلي من قيمته كرجل مرغوب ليتم التصفيق له من قبل هؤلاء الرفاق الذين تشوهت لديهم المفاهيم.
بالإضافة للعلاقات المشوهة مع الأم والأخت والابنة (لا يذكر اسمها، يتحكم في ملابسها، يخجل أن يمسك يدها وهو يمشي قربها.)
غالبًا ما يتبع تعريف الرجولة المشوه عبارة "وإلا فأنت لست رجلًا"
- تقول إحصائية AWPD في السجون يوجد 10 رجال مقابل امرأة واحدة. ليس للفوارق البيولوجية فقط، بل لتنشئة الرجل على منهجية كبت الشعور والعنف الجسدي كعلامة على الرجولة.
- النرجسية والسيكوباتية (المعادية للمجتمع) أعلى في الرجال حسب إحصائيات عالمية.
لأنه عندما يفقد الرجل قدرته على التعاطف والتعبير والقابلية للجرح، محتم أن يكون هذا مصيره.
" الخوف والحزن والألم والبكاء مشاعر إنسانية سوية يجب التعبير عنها بلا خجل أو إحساس بالعار، ويجب الابتعاد عن كبت الشعور المشوه للإنسان"
2- صراع الأنوثة
- العنوسة
الحاجة لإنسان آخر يؤمن بنا ويدعمنا لنكون أفضل نسخة من أنفسنا ليست أمرًا خاطئُا، لكن جعل هذا الشخص مصدرًا نستمد منه القيمة الذاتية بدل أن يكون قيمة مضافة لحياتنا هو الخلل.
- الحياة المزدوجة أمام الأب
لأنهن يعرفن يقينًا أنه لن يسمح لهن بمناقشة مفاهيم الحياة الاجتماعية والعاطفية.
- اللون الوردي
البعد عن الرياضة والعنف، الرقة والنعومة بالصوت، الهوس بالشكل، عرائس باربي كلعبة مفضلة، والطبخ والتنظيف والحضور لاستقبالات النساء كمهارات أساسية.
من هنا يأتي استلاب حرية المرأة في اختيار ماهية الحياة التي تريدها، وصناعة ذات حقيقية تمثلها، بدل الذات المزيفة التي ترضي من خلالها مجتمعًا يفتقد للوعي.
"فأي شيء عدا هذا يجعلها مسترجلة أو عانس ! "
- الحماية المفرطة والتسلط
بدل محاصرتها بحجة أنها مخلوق ضعيف، لم لا تعلمها منذ طفولتها فنون القتال والدفاع عن النفس وقوة المواجهة والقيمة الذاتية؟
دينيس والتي يقول: "الحياة بطبيعتها خطرة، ولكن هناك خطر واحد يجب عليك تفاديه مهما كان الثمن، وهو خطر ألا تقوم بشيء أبدًا!"
- العديد من النساء يقعن ضحية تلميحات الزواج
حيث يقوم بعض الرجال بالتطرق لموضوع الزواج بطريقة غير مباشرة وبلا وضوح كاف لرسم صورة وهمية يتعلق بها الطرف الآخر ويبني آمالًا عليها (والدتي وإخوتي يبحثون عن زوجة لي هذه الفترة) (الإنسان عندما يكبر يشعر بأنه بحاجة إلى الاستقرار وتكوين أسرة) (لو افترضنا أن شخصًا تقدم لخطبتك من أصول عائلتي هل ستقبلين؟) (ما رأيك بالزواج؟ ولو تقدم لخطبتك رجل مثلي هل ستقبلين؟)
وهذا الاندفاع والانسياق للتلميحات من قبل المرأة لا يكون بسبب رغبتها في الطرف المقابل، ولكن رغبة في فكرة الزواج نفسها!
- تعيش النساء في عالم ينتزعن فيه حقوقهن انتزاعًا
3- عقدة الشكل
الطفل يأخذ النقد والتنمر على أنه حقيقة، ولن يفكر بأن هذه الأم هي الغير سوية بل سيعتقد أن الخلل فيه هو وستتشوه نظرته لنفسه
》المقارنات الدائمة تجعل العالم يبدو وكأنه يحتوي نوعين من البشر: شخص أقل منك، وآخر أعلى منك، وتظل المقارنة مستمرة بأسلوب غير سوي.
- ليس عيبًا أن تكون أنيقًا لكن الهوس لدرجة أنك لا تستطيع الخروج إن لم يكن شكلك يفوق المثالية هنا تكمن المشكلة
4- الاستحقاق المزيف
عندما لا يعرف الإنسان قيمة نفسه (استحقاقه) سيبدأ باستمداد هذه القيمة من مصادر خارجية تبعًا لما يرى مجتمعه وأسرته وأصحابه أنه ذو قيمة في هذا الوضع. (المال، جمال الشكل الخارجي، السلطة والمنصب، الشهرة، العلم والشهادة الثقافية، المعتقد الديني، الأصل، الزواج للمرأة، والتعدد للرجل، الإنجاب ومميزات الطفل، الارتباط بشخص يملك أحد هذه المصادر، سمات أو مهارات يملكها الشخص مثل لغة أجنبية أو العزف....)
5- النرجسية والتعلق بالمتمادي
- النرجسي: يقوم بمحاربة كل ما يخص عمل المرأة ودراستها خوفًا من أن تتمرد عليه وأن لا تكون بحاجة إليه وهذا ليس حال الشخص الذي يبحث عن شخص مكافئ وليس خاضع مملوك يخدمه ويظل معه من باب الحاجة!
》يعتقد بعض الرجال المتسلطين أن الدراسة والقراءة والأصدقاء والمختصين ملوثات لعقل زوجته الخاضعة، لأنهم قد يدسون مفاهيم مثل: الحرية والحقوق ويستلبون سلطته منه.
طرق النرجسي
العزل - التهديد بالتخلي والطلاق - التعامل الصامت - التهديد بتشويه السمعة - الابتزاز بحرمانك من أطفالك - الكلام المنمق فجأة وسط عاصفة من الشتم والتهديد والابتزاز - التشكيك الذاتي
》التعلق بالشخص المتمادي يشبه متلازمة ستوكهولم عندما تتعاطف الضحية مع الخاطف أو المؤذي وتصبح مشاعرها إزاءه إيجابية وقد تبغض كل من يحاول إنقاذها وهذا أسوأ التعلقات العاطفية الذي قد يتحول إلى إدمان لنشوة الألم
》 الصبر على أمر جلل أصابك هو دلالة على القوة، ولكن الصبر على التسلط والإهانة أو عدم الاكتراث أو إشعارك بالذنب فهو خضوع.
- رغم أن النمط السائد في المؤسسة هو تسلط الرجل وخضوع المرأة، إلا أنه في بعض الأحيان تنقلب الموازين وتكون معاكسة إذا كانت المرأة تملك عقدة التسلط ونمط تلقائية الوقاحة بينما يكون الرجل سلبيًا لطيفًا!
عقدة الخضوع
الخوف من المواجهة - السلبية - تضخيم ردود الفعل - التبرير الدائم
يقول الكاتب عبارة أتفق معها أكثر من أي شيء آخر هذه الأيام: (لو طلب مني تلخيص كل كتب ودورات وبحوث حب الذات في كلمة تنتمي إلى عالم الواقع ستكون " المواجهة")
(لو طلب مني تلخيص كل كتب ودورات وبحوث حب الذات في كلمة تنتمي إلى عالم الواقع ستكون " المواجهة")
وهذه المواجهة قد تأتي ب :
- المواجهة الصارمة: أن تطلب من المتمادي التوقف بجدية وحزم
- التساؤل: التساؤل عما يعنيه المتمادي ووضعه في زاوية حرجة ليبرر فعله
- التحليلية: بقراءة الموقف ثم تحليله أمامه "أليس من العار عليك صنع النكات حول الآخرين لجذب الانتباه؟ هذه حركات طفولية"
- الرد على المتمادي بوقاحة: "من طلب رأيك؟ هل نظرت لنفسك قبل الحديث عن غيرك؟"
اختلافات
على الرغم من جمال الكتاب لكن ليس هناك كتاب علينا أن تنفق معه بنسبة ١٠٠%، لذلك هذه بعض مآخذي على الكتاب:
- في كل مرة أقرر فيها قراءة كتاب عن علم النفس أو عن الصدمات النفسية أو عن العلاقات الإجتماعية، أجد جل الكتاب يتحدث عن العلاقات العاطفية، والارتباط والانجذاب، أرغب أن أجد كتبًا تتحدث عن أثر هذه الصدمات والتحليل النفسي لها على التقدم الوظيفي، أو كيف تتعامل مع مدير متسلط، ما هي الصداقات السامة، أثر المعلم في حياتك، مفهوم الأخوة السوي، كيف تصنع زمالات عمل رسمية وصحية، أو عن أي شكل من أشكال العلاقات، لكن حصر كل العلاقات في العاطفية الرومانسية منها أمر صار شائعًا لسبب غير مفهوم.
》أنا هنا لا أدعو للتوقف عن التطرق لهذا الموضوع، ولكنني أدعو للتنوع.
- يؤكد الكاتب على أن الإنسان يجب أن يكون إجتماعيًا، وأن لا ينغمس في عالم غير واقعي (مسلسلات، أنمي، ألعاب، سوشال ميديا)
"سوزان كين" تحدثت في كتابها "الهدوء قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام" عن هذا الضغط الاجتماعي على الانطوائين أو الأشخاص الهادئين
"نصف الأمريكيين انطوائيون، لكن الناس تتظاهر بخلاف ذلك لئلا توسم بشخصية تعتبر من الدرجة الثانية، لقد قيل لنا إنه أن نكون عظماء يعني أن نكون جريئين، وأن نكون سعداء يعني أن نكون اجتماعيين، إننا نرى أنفسنا كأمة من الانبساطيين، ما يعني أننا فقدنا الاهتمام بمن نكون حقًا”.
فإصرار الكاتب طيلة الكتاب على أن يكون الإنسان نفسه، ثم وصم الانطوائين والتحدث عنهم كأشخاص سلبيين داعمًا ضغط المجتمع، هو أمر فيه الكثير من التناقض!
- الأحكام المسبقة ليس فقط على الانطوائي ولكن الحكم يمتد للعديد من السلوكيات والتصرفات التي إن قمت بها فأنت قد تم وضعك في إطار معين على الرغم من تأكيد الكاتب بأن هذه حالات غالبة أو عامة والتشخيص الفردي يختلف، لكنه تحيز كثيرًا للأحكام المسبقة وربما هذا الثمن الذي تدفعه حين تقرر كتابة كتاب للعامة تتحدث فيه بشكل عام، هنا لا بد بطريقة ما أن نقع بهذه بالمغالطة!
- يقول الكاتب: " عالم إن لم تكن أسدًا فيه أكلتك الذئاب، الطبيعة البشرية أنانية نفعية غير مكترثة بالآخر، فإن كنت تحسب البشر كائنات لطيفة، فأنت ما زلت ساذجًا ترى العالم بعيون وردية، ولن تفيق إلا بعد صفعة صادقة من حبيب خائن، أو صديق يطعنك بظهرك، أو زميل عمل يلفق حولك الأكاذيب ليأخذ منصبك، أو حين تحتاج للمساعدة ولا تجد إلا الحقيقي وهم الأقليات"
لنؤكد في البداية على اتفاقي مع الكاتب على رفض مراعاة شعور الآخرين على حساب نفسك.
لكن هذا الطرح المادي جدًا للعالم اليوم، هو طرح انحيازي، فبعد آلاف الأمثلة عن ضعفنا كبشر ومدى حبنا للقبول، والتضحيات التي من الممكن أن نقدمها، تأتيك النظرة المادية السوداوية التي تدعوك لأن تأكل الأخضر واليابس، وأن لا تثق بأحد.
هل سبق أن مررت أنا بهذه النظرة السوداوية للعالم من قبل؟ بالتأكيد بعد مشكلة أو نزاع مع شخص كان مقربًا، عادة ما يبدأ عقلي بالتشكيك بالبشرية، وهناك العديد من النساء والرجال الذين كرهوا الجنس الآخر بعد علاقة فاشلة، ولكن هذه نظرة انحيازية بعد صدمة نفسية قد تزول بمزيد من التجارب والنضج وبالعمل على تجاوز تلك الأزمة، أو ربما لا تزول لدى البعض!
لكن لا يجب أن تأتي تلك النظرة السوداوية كقاعدة من طبيب نفسي، تعميم السمعة السيئة عن هذا الكوكب والكائنات الحية، والدعوة للشر، ودعوة الناس للشك بكل شيء وكل أحد وسلبنا الحب والأمان والثقة لا يجب أن تتحول للغة العالم اليوم، وحتى لو ادعت هذه العبارات بأنها تصف شيئًا من حال الواقع، فعليها أن تكون واعية بأنها جزء من صناعة هذا الحال، والاستمرار بالدعوة للأنانية والنفعية سيشجع الناس على تغذية هذا السواد داخلهم، وتدمير أنفسهم والناس من حولهم، لأننا جميعًا كائنات أنانية نفعية ومتوحشة غير مكترثة، فلماذا علي أن أنتظرك لتلتهمني إذا كان بإمكاني التهامك!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
والي عنده عقد نفسيه وتاتاه وش يسوي بحياته ؟
صحيح صحيح
شعرت بارتباط كبير مع الكتاب
لصراحة الكاتب وذكره قصته الخاصة
هذا الكتاب مميز لان الدكتور الكاتب يعترف بعقده النفسيه برغم من صعوبة هذا الشيء على الاطباء النفسين