أعتقد أنني حصلت على رقم قياسي جديد في امتحان القيادة! رقم الرسوب المطلق!


لا أدعي بأنهم ظلموني على الإطلاق، لأنني قمت بارتكاب كل الأخطاء الممكنة وغير الممكنة، المتوقعة وغير المتوقعة، المفاجأة وغير المفاجأة، قبل تبرير موقفي دعني أشرح لك الحكاية.



كان مدربي قد نسي تدريسي الاصطفاف العرضي فاضطر لشرحها لي على عجل قبل الامتحان، علمًا بأنها الخطوة الأولى في امتحان القيادة، مما خلق توترًا لدي، مجموعة أطفال من المدرسة قرروا السير في منتصف الشارع، شخص ما قرر أن النزول تحت سيارته لإصلاحها ستكون فكرة ذكية، وأنا قررت نسيان كل السيارات من حولي والمسارب والإشارات وقيادة السيارة وكأن لا أحد هناك، دورانات خاطئة، ٥ ثوان قبل أن يمنع الفاحص الاصطدام بأحدهم من خلال الدوس على البريك، مسارب خاطئة ، واصطفافات خاطئة، حاول الفاحص تهدئتي مرارًا، وعدم إضافة أي ضغط، سوا تلك النكات الميتة لتهدئة الجو، لقد كان مصدومًا ومحتارًا، لم يتمكن من تحديد ما إذا كنت سائقة سيئة أم قائدة فضائية مفقودة في الزمن، كنت على وشك أن أتسبب له بسكتة قلبية، دون حتى أن احاول، وكل هذا بأقل من ٥ دقائق!!



الآن علي الاعتراف بأنني لست أفضل من قاد سيارة، وبحاجتي للتدريب، لكن المستوى الذي أظهرته أسوأ بمراحل من مستواي السيء أصلًا، خاصة أن معظم الطريق الذي قدت فيه، كنت قد تدربت على القيادة فيه لأكثر من ١٠ مرات قبل الامتحان بأقل من ساعة، فما الذي حدث بالضبط، ولماذا ينحدر مستوانا بمعجزة في تلك الأوقات التي نحتاجه فيها أن يكون الأفضل؟؟! لماذا عند القيام بعمل ما دون ضغط نظهر نتائج أفضل بكثير من القيام بالعمل نفسه تحت ضغط ما؟



التجمد في المواقف الحاسمة:


يعد التجمد في المواقف الحاسمة مثل الامتحانات أمرًا شائعًا يواجهه الكثيرون. ففي لحظة تلك المواجهة الحاسمة، يشعر الطلاب بالقلق والتوتر الشديدين، مما يؤثر سلبًا على أدائهم ويجعلهم غير قادرين على التعبير عن مهاراتهم بالشكل المناسب. قمت بالبحث عن الأسباب التي تسهم في حدوث التجمد في مثل تلك المواقف، وسأقوم بمحاولة تطبيقها على اختبار القيادة الخاص بي!



1. القلق الزائد: عندما يكون الشخص قلقًا جدًا بشأن النجاح أو الفشل في الموقف الحاسم، يمكن أن يتجمد ويفقد الثقة في قدراته. يصبح تركيزه مبتعدًا عن المهمة وينصب على العواقب السلبية المحتملة.


التطبيق: كشخص يعاني من القلق بشكل عام خاصة في المواقف الإجتماعية، ويشعر أن الجميع ينظر له ويحكم عليه، فإن وجود شخص على الكرسي المجاور يحكم عليّ بل ويكتب أحكامه قد تكون مدعاة للتوتر والقلق!

على الرغم من أن القلق بحد معقول قد يكون مفيدًا لدفعنا للعمل والاجتهاد فنحن لا نريد تقليل تقدير المواقف والاستهتار بها، ولكننا أيضًا لا نريد أن نتعرض لسكتة قلبية!



2. الضغط الاجتماعي: يمكن أن يؤدي الضغط الناتج عن تواجد الآخرين وتقييمهم إلى التوتر والتوهان في المواقف الحاسمة. قد يشعر الشخص بالرغبة في إثبات نفسه أمام الآخرين، وهذا يزيد من حدة التجمد.


التطبيق: أخبرني الجميع بأن لا فرصة لدي أبدًا للنجاح من المرة الأولى، وأن هذا لا يحدث، فقررت إثبات العكس وبدل توجيه تركيزي للطريق كان موجهًا نحو كل تلك الأفكار المتضاربة داخل رأسي!



3. نقص الثقة في الذات: قد يكون التجمد ناتجًا عن قلة الثقة في قدرات الشخص. إذا كان الشخص يشعر بأنه غير كفؤ أو لا يمتلك المهارات اللازمة، فقد يفقد الشجاعة ويتجمد في المواقف الحاسمة.


التطبيق: لا أزال حتى اللحظة عاجزة عن تصديق أنني يومًا ما سوف أكون قادرة على القيادة وحيدة بثقة كأولئك الذين أراهم في الشارع، دائمًا ما أجد أنها تفوق قدرتي وأنتظر من المدرب أو الفاحص السيطرة على الأمور بدلًا مني!



4. سوء التحضير: عدم التحضير الجيد للمواقف الحاسمة مثل الامتحانات يمكن أن يؤدي إلى التجمد. فالشخص الذي لم يقم بالتدريب الكافي أو الاستعداد الجيد للامتحان، قد يشعر بالضغط ويجد صعوبة في التفكير واتخاذ القرارات الصحيحة.


التطبيق: أعتقد أن هذا هو العامل الأهم، فلم يسبق لي في سنوات الجامعة أو المدرسة أن أفسدت أمرًا ما بسبب توتري، كنت متحضرة ومتجهزة دائمًا، المشكلة في اختبار القيادة أن المدربين لا يتوقعون نجاحك من المرة الأولى، ويدربونك فقط على الأساسيات، ليس على طرق سريعة "الأتستراد"، وليس على كل أنواع الطرق التي قد تواجهها خلال قيادتك، ولكن فقط ما ستحتحاجه للإمتحان، ستحفظ القيادة بدلًا من ممارستها، كما قلت بداية لم أكن حتى قد تدربت على الإصطفاف العرضي، لذلك وبرأيي الأمر الحاسم هو الاستعداد التام، ليس للنجاح فقط بل للاحتراف، الأمر أشبه بعلامات المدرسة الطالب الذي يسعى لمعدل ٩٠ غالبا سيحصل على معدل بالثمانين، والذي يسعى للعلامة الكاملة غالبًا سيحصل على علامة بالتسعين، أما الذي يريد ال ٥٠ ولا شيء اكثر من ٥٠ فهو غالبًا سيرسب!



5. الخوف من الفشل: الخوف من الفشل يمكن أن يكون سببًا مهمًا للتجمد في المواقف الحاسمة. يشعر الشخص بالقلق بشأن تأثير الفشل على سمعته أو فرصه المستقبلية، مما يجعله يتجمد ويتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة.


التطبيق: أدركت فقط بعد الرسوب أن الأمر كان مضحكًا أكثر منه مخيفًا، لم يكن هناك داع للتوتر والخوف من تعليقات الفاحص، أو الأقرباء أو أي شخص لأنه وببساطة لا أحد يكترث!

للتغلب على التجمد في المواقف الحاسمة، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات. يجب أن يعمل الفرد على التخطيط والتحضير المبكر للمواقف الحاسمة، والاستعانة بالتقنيات المثبتة للتحكم في القلق مثل التنفس العميق والتأمل. يمكن أيضًا ممارسة الاسترخاء والتحدث مع الآخرين عن المشاعر والمخاوف المرتبطة بالمواقف الحاسمة.


وفي النهاية، ربما يكون هذا الرسوب هو هبة من السماء لحماية الطرقات من انقلاب سياراتي الهزيلة! ولنتعلم معًا طرقًا فعالة للتغلب على التجمد من خلال التدريب المستمر، والتحضير المثالي وتعزيز الثقة بالنفس، والتأكد من عدم اتباع خطواتي السابقة.


تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة