العين الثالثة هي عين القلب أو ما يمكن أن نسميها بالبصيرة هي من تكشف ذواتنا لنا ، وهي عين لا يشاركك بها إلا الله وحده،


يقول الشاعر جلال الدين الرومي ( عندما يحدق صوفي في شخص ما فإنه يغمض عينيه ويفتح عينا ثالثة، العين التي ترى العالم الداخلي).

هذا القول هو ما قادني لتذكر نصيحة(مس هالة)، قدمت لي نصيحة لم ولن أنساها كانت تقول: (حينما تقرأين ما تحفظينه من القرآن أغمضي عينيك، وحينما تبتهلين إلى الله بالدعاء والصلاة أغمضي عينيك، وحينما تريدين فهم نفسك أغمض عينيك ، ستشعرين أن الله وحده معك) طبقت نصيحة (مس هالة) وهي معلمة للتربية الإسلامية سيدة وقورة، كبيرة بالسن، في حين أنا كنت في العشرينات من عمري شجعتني على حفظ بعض السور القرآنية، ومازلت أطبق نصيحتها، ثم لاحظت أن جميع من يبتهلون ويصلون من مختلف الشرائع والديانات يغمضون أعينهم، أدركت فيما بعد أن الله عز وجل خلق لجميع البشر ثلاثة أعين، عينان نرى بهما العالم الخارجي وعين واحدة فقط لنرى بها العالم الداخلي ولا نستطيع إعمالها والشعور بها إلا إذا أغمضنا عينينا الخارجيتين أي الاعتزال عن صخب الدنيا، هذه العين (عين القلب) أو البصيرة يقول الله عز وجل" لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" ، هي من ستوصلنا إلى أسرار نفوسنا التي لا يعلمها إلا الله. وهي من تقودنا إلى فهم ذواتنا، كم نحن بحاجة لذلك!!!، إن التأملات في النفس والكون ضرورة لكي ترقى النفس البشرية وتسمو، وعندما نفهم ذواتنا قد نفهم الآخرين، جميع الأنبياء والرسل مارسوا مهارة التأمل، واعتزلوا البشر لكي يكونوا مع الله وحده فهم قدوتنا، فالرسول الكريم اعتزل البشر في غار حراء ليكون مع الله وحده.

أقول لشاعرنا جلال الدين الرومي ليس من المهم أن نحدق نظرنا في إنسان لنرى ونفهم داخله، يكفي أن نغمض عينينا ليرى كل منا عالمه الداخلي الذي لا يشاركه به إلا الله الخالق لهذا الكون...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

سبحان من جعل التأمل عبادة نؤجر بها . احسنت النشر اختي 👍

إقرأ المزيد من تدوينات سهير الخواجة Suhair Al khwaja

تدوينات ذات صلة