هل مهنة التدريس بما تتضمنه من ضغوطات هي المهنة القاتلة ؟؟!!


كما نعلم أن مهنة التدريس من المهن العظيمة التي تنافس جميع المهن في كم وحجم الضغوطات التي تواجه المعلمين، في هذا العالم المتغير، يتعرض المعلم للمثيرات والضغوطات والتحديات وأعباء ومسؤوليات مستمرة، لم ولن تمر على من يعمل في المهن الأخرى.

في المثلث الديداكتيكي أو مثلث النظام التعليمي الذي يتكون من ثلاثة أقطاب وهي المعلم والمتعلم والمعرفة أو المنهاج، وأن كان المتعلم هو محور العملية التعليمية كما يقال فإن المعلم هو من يحفز هذا المحور ويفعله ويرشده ويديرالغرفة الصفية بكل مافيها من أمور مادية وبشرية. لذا لابد من النظر في وضع المعلم ومحاولة مساعدته وانتشاله من الضغوطات التي تواجهه بطرق واستراتيجيات على المعنيين بأمور التربية والتعليم أن يأخذوها بعين الاعتبار حينما يصيغون قرراتهم.


يسعى المعلمون باستمرار لتطوير أدائهم، ومجاهدة أنفسهم ومحاولة مواجهة التحديات والتكيف مع الضغوطات ، المعلم يتعامل مع عشرات الطلاب في غرف صفية متعددة، فهو يتعامل مع نفوس بشرية مختلفة وعقول بحاجة للتنويع في الأساليب والاستراتيجيات لإكساب المتعلمين المعرفة والمهارات ، إضافة لتعامله مع أولياء أمور من بيئات مختلفة ومشرفين وإداريين وزملاء، بل هو يتعامل مع مجتمع كبير. وهذا ما يسمى بضغوطات علاقات العمل . بالإضافة لضغوطات طبيعة العمل وضغوطات البعد التنظيمي.

كل تلك الضغوطات مهنية، تؤدي إلى عدم الإتزان في الأداء المهني وينعكس سلبا على طلابهم، وقد يؤدي لعدم الرضى الوظيفي وعدم الثقة بالنفس والقلق والتوتر والإحباط في عدم مقدرة المعلم على الإبداع والابتكار في مجاله الوظيفي والإصابة بالأمراض الجسمية أحيانا ، إذا لم نعمل على مساعدة المعلم للتغلب عليها .

هذا المقال ليس لتمجيد المعلم وإن كان يستحق ذلك دائما، بل لتعظيم الضغوطات المهنية و إرشاد المعلمين في كيفية التغلب عليها .

بحث العديد من المختصين في المجال التربوي في الضغوطات المهنية التدريسية و إيجاد الاستراتيجيات لمواجهتها وخلق التوازن النفسي للمعلم أثناء تأدية وظيفته، ومن بينها استراتيجية التقويم الإيجابي، أي رؤية الجانب الإيجابي للمشاكل التي تواجههم وتجدد ثقتهم بأنفسهم والشعور بالراحة. أيضا استراتيجية حل المشكلات واستراتيجية الاسترخاء والتأمل التي تكسب المعلم قوة التركيزو قدرة على التحكم بنفسه ويقلل التوتر . واستراتيجية التكيف الديني والتواصل الروحي مع الله بالصلاة والدعاء، وهناك من يستخدم استراتيجية التعبير عن المشاعر إذ أنه يحفز التفكير الإيجابي ويقلل من التوتر .

جميع تلك الاستراتيجيات قد يستخدمها بعض المعلمين مما يشعرهم بالرضى الوظيفي وتجديد طاقتهم والابتكار في مجالهم الوظيفي، وبالتالي الشعور بالراحة والاستقرار النفسي وسهولة وسرعة التكيف مع محيطهم .

ولكن هناك بعض المعلمين يحتاجون للتحفيز المستمر المادي والمعنوي وتثمين جهودهم وتوعيتهم بذواتهم وأهمية مهنتهم، لذا يتطلب الأمر إيجاد فريق من الأخصائيين النفسيين لمساعدة المعلمين وإرشادهم من خلال عقد دورات وندوات توعوية وورش العمل حول مهارات الاتصال والعلاقات الإنسانية لجميع العاملين في القطاع التربوي. وتخفيف الضغوط على المعلم وتوفير الترفيه والأنشطة الثقافية الخاصة بالمعلمين.

وفي الختام لابد من التفاؤل لا التشاؤم بمهنة التدريس وما تحويه من ضغوطات، على إعتبار أن كلاهما من المماراسات والسلوكيات التي يمكن تعديلها والتحكم بها واستبدال كل منهما بالآخر إذا أردنا ذلك .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سهير الخواجة Suhair Al khwaja

تدوينات ذات صلة