وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {ال عمران :139}


في محتدم حياتنا اليوم التي اصبحت أكثر تشابكاً وتشعبا.. التي اصبحت مليئاً بالعوالق.. نحن في احوج ما نكون ان نصل بذواتنا لسلام داخلي يدفع بنا شرور أنفسنا خارج محيط حياتنا ويرسو بنا نحو بر الامان وشعور الرضا



اليوم، نحن أحوج ما نكون الى شيء يزيح عن صدرنا صخرة تثقلنا.. وتعيد لنا توازناً فقدناه منذ امد.. نحن بحاجه للسماح والنسيان..

ذاكرتنا البشرية مليئة بالصور والمواقف التي اثقلت كاهلنا وأصبحنا بفعلها عاجزين عن المضي قدما، اصبحت ذواتنا وعلاقاتنا رهنٌ لمواقف قد حصلت في الماضي لم نتجاوزها ولم نتقبل لها النسيان او الخروج منها..



لعل أفضل وسيلة للخلاص والتقدم اليوم هو التسامح والنسيان الذي نبتغيه لكي تبدو حياتنا بالسلاسة التي نريدها، الوقوف على شواهد البارحة ومواقف وشواخص الاشياء العالقة في اذهاننا لن تقودنا الا لمزيد من الاذى والبحث عن سبل الكراهية والمزيد من الحقد


السماح يتيح لك التخلص من شرورك الإنسانية ويسمح لقلبك بالخضوع للنفس.. لن تستطيع الخروج بالجميل ما دام في صدرك ما هو قبيح، الجميل الذي به تنطلق نحو عالمك لتلون الاشياء من حولك سيكون مستحيلاً ما دمت تحمل في قلبك اللون الأسود


السماح والنسيان هو ان تصعد بروحك ووعيك لطور اعلى للوصول لرؤية أفضل وسمو نفسٍ لا ننفك عن السعي اليه


الشر هو فعل انساني بحت، فهو يصدر من الانسان ويقع على الانسان.. ولا يمكننا المضي قدما الا بإيجاد اليًة للتخلص من كل ما يتسبب لنا ولمن حولنا بالأذى او الجفاء، ليس ثمة اسوء من اغراق السفينة لمجرد عدم قدرتك على الركوب فيها


اليوم لا يغدو كل ما ذكر صعباً ان كان في مكنونك بادرة للسماح..



حدد من تريد مسامحته و لماذا

فكر بما يمكنك ان تجنيه من سماح الطرف الاخر، ماذا تريد منه ولماذا تصفح عنه.. فكر بخطوة تكون لصالحكما ولأجلك انت بإيجابه وبضمير متوازي بعيدً عن التحيز وبعيداً عن اي شخصنه..

حدد مشاعرك وافهمها وكن جاهزاً لأن تكون منفتحا ومعبرا عما بداخلك،لربما نحن بحاجه لنكون اكثر سلاسة في مع من حولنا لنتفق و نتواصل بشكل اكبر و افضل ..



كن صادقاً وجادا في التسامح

لا تفكر بالماضي كثيرا بل فكر بالمضي قدماً نحو التغيير ،كن صادقاً مع نفسك و مع الطرف الذي تريد مسامحته و ابدأ ولا تفكر بتبعية الاشياء ..فكر فقط كيف يمكنك عدم السماح لهذه الاشياء بالعودة للحاضر



تذكر الفوائد التابعة لك من هذا الغفران

ابدا الان ولو بخطوات قليله للوصول لسلام مع نفسك وستفاجئ بانعكاس الاشياء في داخلك..

الغضب سيتحول الى سلام ..والحقد سيتحول لحب والثقل الذي في صدرك سيتحول لخفه وروحك ستنساب بسلاسة اعمق و اكثر من ذي قبل.



الالتزام والاستمرار

اصمت عن كل ما يؤدي لاحقا لأي ما يمكن ان يعيد الكرة مرة اخرى نحو حائط مسدود وتذكر ان جزءً من التزامك نحو السلام للغير يجعلك في دائرة السلام دائماً لنفسك





واخيراً :



"الجنون هو أن تفعل الشيء مرةً بعد مرةٍ وتتوقع نتيجةً مختلفةً" لذلك الخلاص من كل هذه النتيجه هو السماح لنفسك بالغفران و اطلاق العنان للتسامح ..ليسمو لديك غدٌ افضل .



وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {ال عمران :139}












Sobhi Dweik

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Sobhi Dweik

تدوينات ذات صلة