تجربتي مع فايروس كورونا من حيث الأعراض ورحلة الشفاء

الذي يعرفني جيدا يعرف انني قد يتم تشخيصي بمتلازمة التنظيف لقهري.. منذ لحظة دخولي البيت أو مكتبي في العمل أو السوبرماركت أو حتى سيارة صديقي..


أول شيء افعله.. تنظيف أي شيء أمامي وتلميعه..أحيانا يعطيني بعض الأصدقاء هواتفهم كي انظفها لشهرتي الواسعة في التنظيف الدقيق وملاحظة كل التفاصيل..


رغم كل الاجرائات الوقائية المنزلية و الاجرائات الاحترازية التي تقوم بها الشركة التي اعمل بها و تعمل بها جاهدة و ساعية لها , سمحت لنفسي يوما وانا أتمرن بالنادي الرياضي بأن أتهاون ولا أبدى الاهتمام الكبير لكل هذه الاحتياطات.. حيث انه من المفروض الان التركيز فقط على تماريني وتنفسي..وقفت وتبادلت الحديث فقط مع أحدهم "زميل لي" مع مسافة أمان لكن دون كمامة، وأكملت تمريني ووصلت البيت،علمت في نفس اليوم انه مصاب !


لم اصدق عقلي!


أغلقت الهاتف وتكلمت مع طبيب الشركة التي اعمل بها في عيادته وسألته عن إصابته فأجاب يؤكد الرواية بأنه مصاب، وطلب مني عزل نفسي 4 أيام حيث يصادف يوم السبت لأفحص ونتأكد من النتيجة! يوم السبت مساءً كانت النتيجة إيجابيه! تمت إصابتي ووقع الخبر على رأسي..


اعترف، كنت خائفا..ليس على نفسي فقط وإنما على والدي ووالدتي الذين يقطنون بالقرب مني ولم أستطع كتمان الشيء حيث وضعت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي طالبا من كل من خالطني تلك الفترة بالفحص، وللأسف أحدهم كان مصابا.


يوم الفحص كنت واثقا من إصابتي، أعراض المرض واضحة على جسدي، الم المفاصل، الحرارة والتعب، الصداع الشديد ولكن كنت أظن انها إنفلونزا أخرى أضيفها الى جعبتي ولكن انها كورونا! كانت الاحد والاثنين أياما عصيبة، لازلت أتذكر طلبي من زوجتي أن تأخذ بيدي للحمام لأنني لم أستطع النهوض ولا المشي.. جسدي متعب تماما حرارتي عالية والصداع مستمر، لم أنم جيدا طوال الثلاثة أيام الأولى، استيقظت بمعدل 5 الى 7 مرات ليلا كانت الحرارة على أشكال هبة ساخنه فجاه تختفي وفجاه تظهر..


الأيام الأولى :


في الأيام الأولى لا يوجد أي سيلان انف ولا الم بالحلق ولكن هنالك رائحة سيئة لا تفارق انفي عرفت لاحقا أنها علامات فقدان حاسة الشم بالإضافة الى كل الاعراض السابقة الا انها تشدد اكر فأكثر ..


اليوم الثالث فقدت الشم والتذوق رسميا! لم اعد اتذوق أي شيء الليمون والزنجبيل بطعمه الحارق اشربه مثل الماء، البصل اكتله كما تأكلون التفاح! رفقائي في العلاج كانت فيتاميناتي وبعض المسكنات فقط،

اليوم الثالث المفاصل كانت تؤلمني لدرجة عدم القدرة على حمل الهاتف او الكتابة والتصفح أسوء شعور في المرض هو خوفك من عدوى الأخرين..


زوجتي في الأيام القليلة بعدها أصيبت بعدي بنفس الأعراض للأسف لم أستطع الا ان اعينها كما أعانتني في أيامي لله

الحمد المرض جعلني افتح عيني على الدنيا و تتوسع مدارك الانسان حيث يصبح التفكر احدَ و الذهن صافيا لتنقية الدماغ من الافكار العالقة



الدعم النفسي :


بكل صدق، الدعم النفسي عامل مهم جدا جدا كان وتواصل الاهل والأصدقاء اليومي كان يخفف عني الكثير ,التواصل كان يخلق حاجة إلى الكلام والخوف من الوحدة، برغم تكشف بعض الأقنعة عن بعضهم الذي لم يتواصل حتى برسالة نصية لكن الدنيا تظل المعلم الأول الذي يعيد نظرتك في الأشياء والأشخاص دوما ,الشركة التي اعمل بها كان لها اثر كبير في تطور الحالة و المتابعه اليومية و الدعم النفسي و تقديم الازم حين الطلب كانت من علامات فارقة في الاثر النفسي ايضا .


لا تصدق ما يقال عن المرض :


الكورونا ليست إنفلونزا، الاعراض مختلفة وكل المؤشرات الحيوية في المرضين مختلفة وتكاد الكورونا تكون ملاحظة بقوة،الكورونا أعراضها لا تستقر وإنما متذبذبة اما الإنفلونزا فهي متواترة و منتظمة الأعراض على شخصي قد لا تتطابق على الأشخاص الأخرين، حيث انها تجربتي الشخصية البحتة لا تكون بمثل التفاصيل والظروف مع الخرين لذلك من المهم عدم اسقاط التجارب الشخصية على الاخرين والعكس أيضا


التزموا بالتباعد الجسدي والكمامة ولا تستهينوا بالمرض، الذي قد يكون بعيداَ عنك قاب قوسين او ادنى وقد لا تحصل عليك أي من الاعراض و تكون سببا في نقل العدوى


حماكم الله وحما عائلاتكم وصحتكم واحبائكم

Sobhi Dweik

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الحمد لله على السلامة ، كلام مؤثر حفظك الله وسدد خطاك 🎀🌸🌸

إقرأ المزيد من تدوينات Sobhi Dweik

تدوينات ذات صلة