لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً..


للولهة الأولى من كل شيء في بدايته تبدو لك الأشياء معلقةً عند خيارين لا ثالث لهما.. الضبابية والسوداوية للشيء او الاندفاعية و الشجاعة لفعل الشيء



كمثال عند القول: ما رأيك بأن نذهب غداً للسباحة، فالرد سيكون اما بِ ساتفقد جدولي واتصل بك ان كان الوقت يسمح والخيار الآخر: فلنفعلها!



الشغف للشيء هو محرك لأي أمر من أمورك الحياتية.. هو الذي يدفعك من سريرك صباحاً لفعل الأشياء.. هو الذي يلقي بك نحو المغامرة بقلبٍ واثق وهو الذي يبقِ حياتك خارج منطقة الراحة اليومية..

الشغف، هو وقودك اليومي الذي يعطي للأشياء حميميتها.. تخيل نفسك تداعب طفلك على ارجوحة تراه يضحك ملئ قلبه وانت بلا اي حميميه او ردة فعل، حينها فقط تعرف انطفاء الشغف وبرود الأشياء التي تفعلها لأجل الفعل!


قِس على هذه الاشياء كل الاشياء في حياتك،عملك،زواجك،علاقاتك السطحية منها و الجدية..

لعل أخطر ما يواجه الفرد في هذه الأيام هو انطفاء الشغف، هو غياب البريق في عيوننا ولهفتنا لفعل الأشياء التي تزيد من شاعرية الروتينيات والبرود وjكسوها مللا وضجراً في حياتنا.. ازدياد الرتابة في حياتنا دون اي تجديد


ترانا نجتمع.. فلا نتكلم ونلقي برؤوسنا في هواتفنا..

ترانا نبتسم لكنها لا تتجاوز حدود الشفاه..

ترانا ندندن بأغنية ما والعقل مشتت في امر اخر..




علَ ما ينقصنا إعادة ترتيب الأشياء ووضع الأمور في نصابها وتنظيف غرف القلب من كل ما يكتسيه من أشياء لا تبعث فينا الحياة من جديد، اليوم انت بحاجة لإعادة النظر بمنظور هل يستحق حقا ما أفعله لِأفعله؟ قد يبدو صعبا قول الاشياء بعكس فعلها الذي يعيد لك كل ما فقدت من شغف في معترك الحياة.. لعلها تتلخص بخطوات بسيطة قد تكون على شفا مقربة منك دون ان تعلم:



ضع اهدافاً جديدة

ف بها ستكون لك الدافعية لفعل الأشياء بحماس أكثر انفتاحية أكثر

اخرج من منطقة الراحة اليومية

اخطر ما يواجهنا كأفراد في حياتنا هو ابقاء انفسنا في منطقة الراحة، مثالية الأشياء التي تخلق في نفوسنا الحواجز لعمل الشيء و تكراره دون الخروج عن النمطية كالثقب الاسود الذي يبتلع حياتك شيئاً فشيئاً، الخروج من منطقة الراحة تعني انك دائما تسعى للتغير و قلما تحب الرتابة في حياتك ، تعني أنك لا تملك الوقت لتسأل نفسك ماذا بعد ذلك ؟



جرب اشياء جديدة

اسأل نفسك، متى كانت اخر مرة ان جربت شيئاً جديدا لا تعرفه؟ تعلمت شيء جديد؟ ابتعت كتاباً في مجال جديد؟ سافرت لبد لا تعرف فيها أحد؟ او حتى تدربت على فعل شيء جديد كرياضة او آلة موسيقية؟

التجربة الجديدة تخلق لك نوعاً من الدافعية والشغف هو الوقود الذي يبقيك تتعمق فيها لتخلق لك دون ان تعي روتينا جديدا وتجربة جديدة في حياتك قد تفتح لك ابواب اخرى مليئة بالتجارب والدروس



ثق بنفسك!

نعم، انت تقرأها صحيحاً.. ثق بنفسك

أن معضلتنا في فعل الأشياء وقراراتنا التي تجعلنا نبني عليها أفعالنا تقوم في الأساس كبير على ركيزة الثقة بالنفس، ان كانت معدومة او مهتزة ستكون كل المحاولات محفوفة بالمخاطر او لا تنطوي في مكنونها على اهداف، سيكون كل ما تفعله لا قيمة له عند أول انكسارٍ تواجهه في فعل اي جديد



تعرف على اشخاص ايجابيين

التعرف على الآخرين لا يفيد فقط في كسب ثقافة جديدة، والتعرف على أفكار وآراء مختلفة عنك، بل أنه في حد ذاته أمر ممتع، أن تتعرف على أشخاص جدد وتؤثر فيهم، أن تتعلم منهم ويتعلموا منك أيضًا، لا يكفي أن يكونوا كذلك بل احرص على ان يضيفوا الجديد لحياتك ولتكن الإيجابية منها





انظر لنفسك من جديد، وتذكر أنك انسان وكل ما فيك مستخلص من كرامةٍ وحب ومشاعر.. وان غابت ايَ منها عنك، أصبحنا كروبوت بلا اي شاعرية أو دافعية لفعل الاشياء، تذكر أنك غير مخلد على هذه المستديرة، وان يوما سيبقى منك الأثر الذي يُعتبر منه وتؤخذ منه العبر، ذلك الأمر كلما تذكرته واجعل كل ما تفعله اليوم محاط بشغف اولى المرات التي فعلتها..

اليوم هو الوقت المناسب لفعل الأشياء، اليوم هو الوقت المثالي لأخذ القرار، واليوم هو قطعاً أفضل الأيام لتبدأ حياتك من جديد بحب وحميميه وشغف لفعل الأشياء



اليوم هو ما تملك اجعله مسطراً بشيء من أثرك، لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً..





Sobhi Dweik

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Sobhi Dweik

تدوينات ذات صلة