هذا الحب هو حب حياتها

يعتقد البعض أن لا فرق بين الحب والإعجاب، ويجهلون أن الإعجاب قد يرتبط ببعض الصفات المرغوبة لدى أحد الطرفين،

"الإعجاب هو أن تقف خمس ساعات أمام لوحة جميلة في المتحف، أما الحب فهو أن تقف خمسة دقائق فقط وتذهب، ثم تعود لسرقتها في الليل" بابلو بيكاسو

لكن في الحقيقة الإعجاب قابل للزوال فعندما تعتاد الشيء يتلاشى الإعجاب، أبداً لم يكن الإعجاب يوماً حباً، أبداً لا يحمل الإعجاب مشاعر الحب الحقيقي، قد يكون الإعجاب جزءاً من الحب لكنه ليس الحب كله.

وقد تعجب المرأة بالكثيرين، لكن القلب لا يفتح إلا بمفتاح الحب الحقيقي، فالحب الحقيقي أعظم، ففيه تضحيات، الحب الحقيقي أرقى، فيه احترام واهتمام، الحب الحقيقي أبقى، فهو يدوم طوال الحياة.

والحب عند المرأة شيء عظيم، فعندما تدخل المرأة لمحراب الحب تعيش أجمل الأيام، ويظهر ذلك في بريق عينيها الذي ما يلبث أن يكشفُ مكنون قلبها، ويصبحُ لابتسامتها عندما تحب سحر فتاك، وفي وجهها تتفجر شلالات الورد والريحان ويفوح أريجها في كل مكان.

تعيش المرأة عندما تحب في حالة فرح لا متناهية، وتمتلك طاقة عالية، فتقبل على الحياة وتقبل الحياة عليها، الحب يقوي المرأة، يجعلها قوية جداً لا يستطيع أحد مجابهتها أو كسرها إلا ذاك الرجل الذي منحته حبها وقلبها. ولا شروط في حب المرأة ما دامت تحبهُ ويحبها، إلا أنها ترغب دوماً بمن يقدرها ويعرف جيداً قيمتها.

قد تعيش المرأة طوال عمرها وحيدة، تبني وتكون نفسها وتغلق قلبها في وجه كل من يقترب منه، تنجح وترتقي لكن هناك خواء في روحها، لا تستطيع المرأة أن تعيش بدون حب رجل، ولا الرجل يستطيع أن يعيش بدون حب امرأة، فالمرأة خلقت من ضلع رجل، هي تكمله وتكتمل به، هي تحتاجه وهو يحتاجها.

"مدهش الحبّ. يأتي دائمًا بغتة، في المكان واللّحظة اللذين لا نتوقّعهما، حتّى إنّنا قلّما نستقبله في هيئة تليق به" أحلام مستغانمي

وأنا أتفق مع مستغانمي وأضيف أن المرأة تستطيع أن تحب في جميع مراحل عمرها، فهي مصنع دائم للحب، لكن حبها يختلف باختلاف عمرها، فقد تبدأ بحب طائش وعجول يتغير مع الوقت والظروف لحب هادئ متزن، وأجمل حب هو الحب الذي يصادف خريف عمرها هذا الحب هو الحب الناضج الحب الذي جاء بعد خبرة طويلة في الحياة بعد محطات ومواقف كثيرة وقد يكون بعد انتظار ومعاناة، هذا الحب هو الأبقى، هذا الحب هو حب حياتها.