بين فترة وأخرى من حياتي أتوقف قليلاً لأحاسب نفسي وأحصي إنجازاتي وأقيم أدائي،
كالسفينة التي تمخر عباب البحر لابد لها من وقفة ترسو بها على أحد الموانئ، تتوقف لتعاين متاعها وتريح بحارتها، تتفقد دفتها واشرعتها، تتزود بما تحتاج من زاد وعتاد ثم تعاود الانطلاق والإبحار.
هذه الوقفة ضرورية جداً فمن خلالها أحدد إن كنت في الطريق الصحيح، وإن كان بإمكاني المواصلة، أم أن سفينتي ظلت طريقها وعاكست وجهتها فلابد إذن من تعديل المسار وضبط بوصلة الأفكار.
في بعض وقفاتي يتضح لي أنني في الطريق الصحيح ولدي من الإمكانات ما يتيح زيادة السرعة واختصار الوقت للوصول للهدف فأبدأ في تعديل خططي لتتماشى مع امكاناتي. وفي وقفات أخرى أرى أن التمهل والتريث هو طريقي المناسب الذي سأصل به لما أريد لذا أبدأ بتعديل وتغيير خططي مرة أخرى.
وأحياناً أرى أنني حدتُ عن الطريق وما أقوم به بعيد كل البعد عن أهدافي، ربما تأثرت بأحد ما، أو كان ينقصني الخبرة والمعرفة، ربما لم أحسن قراءة الموقف أو أنني تعبت فأهملت وبالتالي أخطأت، وهنا أيضاً وجُب عليّ التغيير.
لابد من وقفات مع النفس وتتبع مسارها فلا تترك سفينتك للرياح تأخذها أينما شاءت، بل كن رباناً ماهراً يتقن تعديل الشراع وتوجيه دفة السفينة لتصل إلى حيث وجهتك بسلام. والتغيير هنا ضروري سواء كنت في الطريق الصحيح أو لم تكن، فالحياة تتغير والمعايير تتغير والناس من حولك تتغير لذا يجب عليك أن تتغير أيضاً.
تغيرك هو دليل على تطورك ونموك، غير خططك وأسلوبك وحافظ على قيمك ومبادئك، ولا تتخلى أبداً عن هذه الوقفات خلال مسيرة حياتك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكراً لمرورك أستاذ حمد
تدوينة ملهمة..... شكرا لك.