الأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تحتل جزء كبيراً جداً من أوقاتنا

من خلالها نتابع أخبار العالم من حولنا وحتى أخبار الأهل والأصدقاء ففي الصباح لابد من معاينة الواتساب وتفقد الرسائل الواردة حديثاً ومن ثم المرور على الفيس بوك وتويتر والأنستجرام لنكون على علم بكل القصص (stories) التي فاتتنا أثناء نومنا، وفي العمل نختلس بعض اللحظات لإضافة اعجابات (likes) للصور أو نعيد تغريد بعض التغريدات (retweet) وربما ننشر على سناب شات صورة لفنجان قهوتنا الصباحية، أما في المساء فستكون المشاركة أكثر فاعلية حيث نصوغ المواضيع ونخوض الحوارات ونكتب التعليقات.


في الحقيقة إن قضاء وقت طويل أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية له تأثيرات سلبية على حياتنا قد لا نلحظها الآن ولكنها لا شك ستظهر لاحقاً، كتأثيرها على الحالة الصحية مثل النظر والعمود الفقري وكذلك لها آثار نفسية فابتعادنا عن العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين في العالم الواقعي يؤثر سلباً على الصحة النفسية وربما يتطور لشعور بالقلق ومن ثم الاكتئاب.. فما الحل يا ترى؟


ظهر حديثاً مفهوم الديوتكس الرقمي وهو مصطلح غريب نوعاً ما فالديوتكس هو طريقة يتخلص بها الجسم من السموم بشكل طبيعي عن طريق خلط الماء بقطع من الأعشاب أو الفواكه أو الخضروات وتركه حتى تذوب الفيتامينات فيه، أما الديوتكس الرقمي فهو بمثابة حمية إلكترونية نعتزل فيها عن الإلكترونيات سواء هواتف محمولة أو أجهرة حاسوب وحتى التلفاز ونتصل أكثر بالحياة على أرض الواقع بذلك يكون هناك مجال لتصفية الذهن واسترخاء العقل وبالتالي تقليل التوتر والقلق والإجهاد المرافق للأجهزة الإلكترونية.


شخصياً أعتقد أن من الجيد الاستغناء عن الأجهزة الإلكترونية لفترة معينة لكن يبقى ذلك صعباً خاصة لمن أدمن على استخدام هذه الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي ولتخطي هذه الصعوبة يجب ايجاد بدائل فمع الديوتيكس الرقمي سيتوفر لديك المزيد من الوقت الذي يجب أن تشغله بأمور مختلفة كالقراءة أو ممارسة الرياضة أو التأمل وإيجاء هذه البدائل يعتبر أمر معين لتنفيذ الديوتكس الرقمي وإلا أحسست بالملل وعدت لجهازك مرة أخرى.


غير هذه المعينات تحتاج أيضاً للرفقة فالديوتكس الجماعي أفضل من الفردي ففي وجود الرفقة من الأهل والأصدقاء عون وتشجيع على الاستمرار والعودة للتفاعل والحياة الاجتماعية على أرض الواقع.


الديوتكس الرقمي عادة تستحق أن نضيفها لعاداتنا، لم لا نجربها حتى ولو نبدأ بوقت قصير كساعات معينة خلال اليوم نبتعد فيها عن الأجهزة ثم تمتد هذه الساعات ليوم في الأسبوع مثلا !! الحياة مليئة بالمسرات ووسائل المرح والترفيه فلماذا نركز في جانب واحد ونهمل جوانب أخرى قد تضفي الكثير من الصحة والراحة على أيامنا.

شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة